أعراض الأمراض النفسية والعقلية

تعريف العرض :
       هو تعبير عن الاضطرابات ، وعلامة من علامات المرض النفسي . وكل الأمراض النفسية تلاحظ وتصنف على أساس الأعراض .
       ولا يخلو إنسان من الأعراض . وفي نفس الوقت يندر أن تجتمع كل الأعراض المميزة للمرض النفسي في مريض واحد ، والفرق بين الشخصية السوية والشخصية المريضة من حيث الأعراض فرق في الدرجة وليس فرقا في النوع . والواقع أن كل فرد ، لديه استعداد للمرض (7 ). 
وتختلف الأعراض التي تظهر على مرضى الأمراض النفسية اختلافا بينا ، فقد تكون الأعراض شديدة واضحة حتى يدركها العامة لأول وهلة ، وقد تختفي لدرجة أن يصعب تمييزها إلا لذوي الخبرة المتمرسين على اكتشافها ، وإدراكها ، مما يضطرنا أحيانا إلى إعطاء بعض العقاقير المثيرة كي تساعد على ظهورها وتمييزها ، والأعراض المقنعة ( المخفية ) لا تقل أهمية عن الأعراض الظاهرة ، بل قد تزيد ، إذ أن إدراكها يكون في المراحل الأولى للمرض ، تلك المراحل التي يمكن فيها أن يعالج المريض علاجا ناجحا إذا نحن بذلنا الجهد الكافي للوصول إلى " التشخيص المبكر " . هذا وقد تكون الأعراض بالغة الشدة بحيث تضطرب معها علاقة الفرد بمجتمعه ، الأمر الذي يجعل المريض عبئا ثقيلا على عائلته ، كما قد تكون خفيفة حتى أن المريض يستطيع أن يمارس عمله ، ويحافظ على مستوى إنتاجه وعلاقاته الاجتماعية ، الأمر الذي قد يجعل ذهابه إلى الطبيب النفسي مدعاة لدهشة مخالطيه ، غير أن هذه الأعراض الخفيفة قد تسبب لصاحبها من الألم والمعاناة ما لا يطيق ، رغم مظهره السوي ... ..... هذا فضلا عن أنها قد تتطور إذا ما أهملت  إلى أعراض أشد خطرا وأصعب علاجا .
       لكل ذلك فإننا نتبع أسلوبا مفصلا في فحص المريض حتى لا يفوتنا أي واحد من هذه الأعراض صغيرا كان أم كبيرا ، فنبدأ بفحص المظهر العام ، وننتهي إلى الفحص العضوي الشامل ، وبذلك يمكننا الاهتداء إلى كافة الأعراض ما ظهر منها وما بطن .
       على أن فحصنا للمظهر والسلوك الخارجي يجعلنا نستنتج منه في النهاية التركيب الداخلي لأجزاء النفس ووظائفها ، وهذه الطريقة نافعة وضرورية للمبتدئ ، ومن خلالها يجد الفاحص نفسه قادرا على النظر إلى التركيب العام لوجود المريض في مجتمعه في هذه الحياة . وقد يهتم الفحص بتفاعل المريض الكلي للحياة أولا ، وهذه الطريقة هي ما تسمى " بالفحص المركزي " ، فنعرف بها ومن خلالها طبيعة وجود المريض وهدفه في الحياة " بصفة عامة " ، ثم نتتبع مظاهر هذا الوجود من المركز إلى الطرف في بحث متدرج لاستكمال التفاصيل الظاهرية التي يمكن أن نستتبعها تبعا لطبيعة هذا الوجود الشامل ، وهذه التفاصيل ما هي إلا الأعراض .

       على أن الهدف من فحص المريض هو التعرف على شخصية المريض قبل المرض ، ونوعيه تفاعلاته وذلك لبدء العلاج (18 ).
xx
[تصفح أقسام المكتبة المجانية][grids]