علامات المرض النفسي
من
الأمور التي قد تصيب الإنسان لحد ما ، دون أن تعتبر علامة لمرض نفسي معين ، وإن
كان يشير بعضها مجتمعة إلى أن هذا الإنسان قد يحتاج للمساعدة هي :
*
تغير في الشخص لمدة أطول مما يعتبر عاديا عقب حادثة مفجعة .
*
تغير في مشاعر الإنسان ، أو سلوكه أو علاقاته بشكل شديد ، أو طويل الأمد مسببا له معاناة
وألما .
*
عندما تمر بالإنسان مشاعر غير معتادة يجد صعوبة في تعليلها ، أو فهمها ، أو يجد
صعوبة في شرحها للآخرين .
*
تغير في الإنسان يحدث اضطرابا أو معاناة لدى الآخرين من حوله .
*
صعوبات في إقامة علاقات طبيعية مع الآخرين ، وفي الاستمرار في هذه العلاقات .
*
تغير في الإنسان يصعب ربطه ، أو فهمه ، في ضوء الأحداث الجارية من حوله ( 23 ).
وإذا كان من العسير أن نحدد ما هو
" الطبيعي " لنستطيع الفصل بين الصحة النفسية والمرض النفسي ، فالنقطة
الهامة أن نعرف ما هو طبيعي بالنسبة لشخص معين ، فالمرض النفسي يتبدى من خلال تغير
في هذه الحالة " الطبيعية " فيظهر اختلاف عن حالته السابقة ، والتي كان
متكيفا معها وبشكل مناسب إلى حالة أصبح فيها نوع معين من التفكير ، أو المشاعر ،
أو السلوك يسيطر ويطغى على حياته ، فاقدا بذلك توازنه السابق .
وفي بعض الحالات يكون هذا التغير واضحا جدا
كما هو الحال في حالات مرض الفصام ، بحيث لا يشك المراقب بأن الشخص مصاب بمرض عقلي
أو نفسي . وفي الماضي القريب كان هناك تباين كبير ، واختلاف شديد وحتى في تشخيص
مثل هذه الأمراض النفسية الشديدة . فالشخص قد يعتبر مصابا بالفصام بالنسبة لطبيب ،
وغير ذلك بالنسبة لطبيب آخر . وقد تحسن الأمر كثيرا في السنوات القليلة الماضية ،
حيث وضعت بعض الضوابط والشروط لتشخيص معظم الأمراض النفسية ، إلا أن بعض الاختلاف
والتباين ما زال موجود بين الأطباء الممارسين حول بعض الحالات النفسية .
وهناك قلة من الناس لا يعتقدون مطلقا
بمفهوم المرض النفسي ، ولا يرون أن مظاهر
اضطراب المصابين علامات "المرض"،وإنما هي أساليب متوقعة لسلوك بعض الناس
في صراعهم مع ظروف معيشية ، وحياتية معينة
.ودون أن نخوض في هذا الأمر الذي قد يكون في جوهرة " لفظيا " ،
نقول أن بعض الناس يتعرضون وفي بعض الظروف لتغيرات نفسية يحتاجون معها للرعاية
و " المعالجة " لسلامتهم وسلامة الآخرين ، حتى ولم يسمها البعض "
مرضا نفسيا " ( 2 ).
xx |