أنواع الأساليب الدفاعية ( الشعورية واللاشعورية )

1 – حيل دفاعية شعورية :
وهي التي تخضع
للتفكير والإرادة للوصول إلى قرار ، والعمل والمثابرة .
2- حيل دفاعية لا شعورية :
وهي التي لا تخضع للتفكير ولا للإرادة ،
ويلجأ إليها أغلب الأسوياء ، ولكن فد تزيد عن حد المعقول ، وتصبح وسائل أو حيل
هروبية ، ومن ثم يكون الإغراق فيها من مظاهر المرض النفسي .
أولا
– الحيل الدفاعية الشعورية
1- إزالة العقبة :
لكل إنسان دافع يريد أن يشبعه ، ولكن
إذا صادفه عقبة ، فأول إجراء يتجه إليه هذه العقبة عن الطريق . فالطفل الذي يجد
أمامه كرسي مرتفع ، يحول بينه وبين قطعة الحلوى ، سرعان ما يحاول إزالته من
طريقه . والشاب المتقدم لفتاة ، وفي نفس الوقت تقدم لها شاب آخر ، فسرعان ما يحاول
إزاحته عن طريقه ، وذلك بإظهار عيوبه والإنقاص من شأنه ، والتقليل من قيمته في نظر
الفتاة وأهلها . وكذلك الحيوان قد يزج ما أمامه من كائنات للوصول إلى فريسته .
2- تغيير الطريق :
إذا لم يكن هناك إمكانية لإزالة العقبة
، فقد يتجه الإنسان إلى تغيير الطريق للوصول إلى تحقيق الهدف أو إشباع الدافع ،
فالطفل في المثال السابق إذا سم يستطع إزاحة الكرسي المرتفع ، فقد ينصرف عن هذه
المحاولة ، ويتسلق كرسي للوصول إلى هدفه .
3- تغيير الهدف :
إذا لم يتوصل الفرد للهدف ، أو يشبع
الدافع بواسطة إزالة العقبة أو تغيير
الطريق ، فإنه لم يتوصل لخفض التوتر ، وبالتالي يكون الهدف بعيد أو غير مناسب
وقدرات الفرد . فهنا يلجأ إلى طريقة أخرى وهي تغيير الهدف . فالطالب الذي حصل على
مجموع عال في الثانوية العامة ودخل كلية
الهندسة وفشل ، لأن إمكانياته وقدراته الميكانيكية والحسابية غير متناسبة مع كلية
الهندسة ن فهنا يحقق أمله ويدخل كلية الآداب ، ويكون إبداله ناجحا ، ولو دخل كلية
الطب لربما كان أنجح ، وذلك لتقارب كليتي الطب والهندسة في مستوى المجاميع .
4-
التوفيق والتأجيل :
ونعني به التقريب بين
القوى المتصارعة ، ومحاولة إرضائها جميعا ، ولو بطريقة جزئية ، أو لو على حساب
تأجيل إحداهما مؤقتا . فالطفل الذي يريد الطعام ويريد ممارسة اللعب أيضا ، قد يؤجل
الطعام إن لم يكن ملحا ، وحتى يرضي دافع اللعب والاستطلاع . وقد يفعل العكس إن كان
دافع الجوع شديد ، فلا يستطيع تأجيله ، وفي كلا الحالتين يعود لإرضاء
الدافع المتروك بمجرد إشباع الدافع الملح .
5 – التعويض :
والذي يعنينا هنا
النوع الشعوري من التعويض ، والذي ينتج من دراسة الموقف ، والتفكير فيه بموضوعية ،
ثم دراسة العوائق ، ثم رسم الخطة نحو تعويض النقص الذي يشعر به . فالطالب ذو
القدرات العقلية المتدنية ، لا تؤهله للتفوق الدراسي ، فقد يعوض هذا النقص بممارسة
الرياضة والتفوق فيها .
وهناك التعويض الزائد : وفيه يتحدى الفرد نقصه
في نفس المجال ويزيد تفوقه ، ف " ديموستيشني " كان مصابا بعقلة في لسانه
، ويشكو من صوته ، استطاع أن يتغلب على ذلك بالمران على الخطابة ، بوضع الحصى في
فمه وبرفع صوته عاليا ، فأصبح أخطب قومه وحاكما ورئيسا لهم .
وكذلك " روزفلت
" كان يعاني من شلل الأطفال ، ولكنه تفوق بالرياضة إلى جانب تفوقه بالسياسة .
إن جميع الطرق
السابقة الذكر ، يلعب التفكير الإرادي دور أساسي في حل المشكلة وتحليلها موضوعيا ،
فيلجأ الإنسان إلى مواجهة نفسه ، فلا يخدعها ، ولا يتغاضي عن عيوبه الخاصة ، ثم
يبحث عن الطريق السليم لحل مشكلته ، وذلك باللجوء إلى كل الوسائل السابقة ، لإثارة
دوافعه وتقوية إرادته ، وتصميمه على المثابرة للوصول للهدف .
ثانيا
– الحيل الدفاعية اللاشعورية
كما قلنا سابقا أن
هدف الحيل الدفاعية الشعورية هو : خفض التوتر ، وأن عدم بلوغ الهدف هو ضعف في
الإمكانيات أو القدرات . ولكن قد يجد الأسوياء في أن الجهد الذي يتطلبه خفض التوتر
أكثر مما يحتملون ، أو أنهم يخشون زيادة التوتر ، أو يستأخرون الوصول إلى الهدف
الذي يزيل التوتر ، أو يستكثرون المتاعب والآلام التي تصاحب الحل الإرادي ،
فيلجأون إلى الحيل الدفاعية اللاشعورية ، التي تهدف إلى خفض التوتر والوصول إلى
الهدف .. وقد تحدث الحيل الدفاعية اللاشعورية بصفة متكررة حتى تصبح عادة سلوكية ،
ولكن إذا زاد اللجوء إليها تصبح حيل دفاعية مرضية ، ويلجأ الفرد لاستخدامها لتجنب
الألم مهما صغر . وبالتالي تصبح حيل دفاعية مرضية تعوق التوافق السوي ، بعد أن
كانت تهدف لخفض التوتر والتوافق .ويجب التنويه إلى أن الحيل الدفاعية الخمسة
السابقة قد تصبح لاشعورية ، فإزاحة العائق ، وتغيير الطريق ، وتغيير الهدف ،
والتأجيل ، والتوفيق والتعويض ، قد تحدث جميعها بغير إدراك لحقيقة الهدف المراد
الوصول إليه ... بمعنى أن الحد الفاصل بين الحيل الدفاعية الشعورية والحيل
الدفاعية اللاشعورية إنما إدراك الفرد لها ، ولمرادها ولمغزاها من عدمه .
ولكن
السؤال المطروح هنا ... كيف يمكن أن تبدأ هذه الحيل الدفاعية ؟
تبدأ بعملية أساسية هي
"الكبت" وممكن أن نعتبر عملية الكبت في ذاتها ن حيلة دفاعية اساسية ،
وممكن أن نعتبرها جزء من حيلة دفاعية أخرى مترتبة عليها ، فالخطوات الأساسية للحيل
الدفاعية تبدأ بالصراع ، هذا الصراع هو الذي يخلق التوتر والقلق ، ومن ثم لا
يطيقها الإنسان ، فيلجأ إلى ما يسمى بالكبت . إذا الكبت هو عملية لا شعورية ، تحدث
بصفة آلية ، ويتم فيها نقل الأفكار والخيرات من دائرة الشعور إلى دائرة اللاشعور ،
أي من دائرة الوعي إلى دائرة اللاوعي ، ويتم فيها حل الصراع ، وتجنب القلق والتوتر
، ويمكن اعتبارها عملية نسيان آلي للأفكار والنزاعات ، هذا النسيان يصاحبه إنكار
أصلا .
مثال
: إذا أحسست برغية في مصاحبة إحدى الفتيات ، وامتنعت عن ذلك لظروف اجتماعية أو
شخصية ، فهذا ليس كبتا ، لأنك ادركت رغبتك وتحكمت بها ، أما إذا أنكرت أصلا أنك
ترغب في مصاحبتها ، فإن إلغاء الاعتراف بهذه الرغبة في وجودها في اللشعور بعينه ،
إذن الكبت هو العملية التي يتم بها محو الأفكار والاندفاعات التي تؤلم وتحزن وتخيف
الفرد ، من الشعور إلى اللاشعور ، بمعنى عملية إنكار المشاعر التي تبدو قاسية ،
وهروب من الواقع المؤلم .
ومن أبسط السلوك الدال على عملية الكبت
ما يلي :
1- النسيان الآلي ،
كنسيان ميعاد طبيب الأسنان لتجنب الألم عند خلع الضرس.
2-
عدم زيارة أخ لأخيه بدون مبرر ، وذلك لشعوره بمحبه شديدة لزوجه أخيه مثلا ( إحدى
المحرمات ) ، فقام بعملية الكبت ، ولو لم يقم بها لما استطاع أن يستمر في احترام
ذاته ، التي تجرأت وانتهكت واشتهت المحرمات .
3
– عدم إباحة الطفل بمشاعره العدوانية ، نحو أبيه ، فيقوم بعملية الكبت ، فينكر على
نفسه تلك المشاعر ، لأنه لو اعترف بها لحطم المثل التي تربى عليها .
4
– أحيانا قد يصل الكبت إلى سلوك مرضي ، فمريض الوسواس القهري مثلا ، لا يقوم
بأعراض هذا المرض إلا نتيجة لكبت ميول جنسية مثلية ، يكبتها كبتا غير ناجحا ،
فتستمر تلك الميول تلح للإشباع .
علاقة الكبت بعملية المقاومة :
تعتبر عملية المقاومة هي العملية المكملة لعملية
الكبت ، وهي الحاجز النفسي ضد إخراج أو ظهور المؤثرات اللاشعورية إلى دائرة الشعور
. ولكن عدم ظهور هذه المؤثرات وبقائها في اللاشعور ، لا يعني عدم ظهورها إلى
الشعور مرة أخرى ، وإنما تأجيلها أو إخفائها لتجنب الصراع المؤلم ، وليبقى سلوك
الفرد مقبولا اجتماعيا وأخلاقيا ، وتبقى في عمل دائب ومستمر ، محاولة الخروج إلى
الشعور ، مرة أخرى ، فيقاومها الإنسان حتى لا تشوه فكرته عن نفسه وتخل بتقاليده ،
وتزعج راحته النفسية xx |