الانحرافات الجنسية

Sexual Perversions
       أول ما يقفز إلى الذهن لدى كثير من العامة والمثقفين بل والمتخصصين أيضا ، عند ذكر كلمة منحرف ، " الانحرافات الجنسية "
تعريف الانحراف الجنسي :
هو أي شكل من أشكال الممارسات الجنسية التي لا تستهدف الإشباع الجنسي السوي عن طريق الاتصال الطبيعي والمشروع اجتماعيا بين الذكر والأنثى .
حالة انحراف جنسي ( البرود الجنسي ) :
       هناك الزوجة التي تزوجت ، ومع ذلك فإن زوجها لا يستطيع الاقتراب منها .... إذ أنه بمجرد أن يقترب مها تصاب بحالات التشنج .. والاضطراب العضلي ، بحيث يضطر الزوج أن يبتعد عن زوجته ويعيش معها وكأنها ليست زوجته " (24).
أسباب الانحرافات الجنسية :
تتعدد أسباب الانحرافات الجنسية ومنها :
1 – الأسباب الحيوية :
كالاضطرابات الفسيولوجية مثل خلل الجهاز العصبي الذاتي ، وخلل الجهاز التناسلي ، واختلال إفرازات الغدد ، والبكور الجنسي أو تأخر البلوغ ، والعقم ، ونقص نمو الخصائص الجنسية الثانوية ، والبلوغ الجنسي وما يصاحبه من سوء توافق ونقص في المعلومات والانزعاج والقلق والمخاوف ، ونقص التربية الجنسية وانعدامها ، والعنوسة ، والحمل غير المرغوب فيه ، وعدم الرغبة في الحمل ، والخوف من الأمراض التناسلية ، والاضطرابات الولادية ، والأمراض المعدية ، وأمراض المخ ، والأمراض العقلية ، وموانع الاتصال الجنسي الطبيعي  والإصابات والعاهات والتشوهات الخلقية .
2 – الأسباب النفسية :
كالصراع بين الدوافع والغرائز وبين المعايير الاجتماعية والقيم الخلقية وبين الرغبة الجنسية وموانع الاتصال الجنسي ، والاحباط الجنسي وخواف الجنس ، واضطراب النمو النفسي الجنسي ، والتثبيت على مرحلة سابقة ، وعدم النضج الانفعالي والكبت واستحالة الإعلاء ، والنكوص الانفعالي والتقمص العكسي ، والخبرات السيئة الصادمة والخبرات الجنسية في الطفولة ، والعدوان اللاشعوري ، والعادات غير الصحية ، والشعور الذاتي بعدم الكفاءة الجنسية ، والعقد الجنسية غير المحلولة كعقدة أوديب وعقدة ألكترا وعقدة الخصاء . وفي بعض الأحيان يكون الضعف العقلي من أهم الأسباب . وعدم الشعور باللذة والسعادة في الحياة مما يدفع الفرد إلى الجنس كمصدر للذة (18).
وأوضحت الأبحاث الحديثة في المدرسة السلوكية والعلاج السلوكي القائم على هذه المدرسة أن نشأه هذه الأمراض سببها تكوين انعكاسات شرطية مرضية في حياة الفرد ، كأن تكون أول تجربة جنسية له مع نفس الجنس ، وتتكرر هذه العملية حتى يتولد عنده انعكاس شرطي يفيد أن اللذة تصاحب العلاقة مع نفس الجنس ، ومن ثم إن حاول بناء علاقة مع الجنس الآخر ، فإصابته بالفشل ستعزز عودته لنفس الجنس ، وبالتالي تعزز الإنكاس الشرطي السابق ، يزيد على ذلك نشأة المريض في بيئة أسرية تعزز ضعفه ، خاصة مع الأم المسيطر والأب الضعيف ، وقد فسرت معظم الانحرافات على أساس هذه الانعكاسات سواء الجنسية المثلية ، أو الانقلاب ، أو السادية ، أو الماسوشية أو الفيتيشية ....... إلخ (3) .
3 – الأسباب البيئية :
كاضطراب التنشئة الاجتماعية في الأسرة وفي المجتمع ، والصحبة السيئة ، وطول البقاء في مؤسسات داخلية مع نفس الجنس     ( كما في السجون والجيوش مثلا ) ، وسوء الأحوال الاقتصادية ، وكثرة المحرمات والمحظورات ووفرة المثيرات الجنسية ، والانفصال والطلاق والترمل .
أعراض الانحرافات الجنسية :
وفيما يلي أهم أعراض الانحرافات الجنسية :
1 – نحو نفس الجنس : الجنسية المثلية Homosexuality :
وفيها يجد الفرد لذته الجنسية الأساسية عن طريق العلاقة الجنسية بفرد من نفس جنسه . وهكذا ، يجد الذكر لذته الجنسية بشكل أساسي عن طريق اتصاله بذكر آخر ، سواء أكان يقوم بالدور الإيجابي أم يقوم بالدور السلبي في هذا الاتصال . أما اتصاله الجنسي بأنثى فلا يجلب له إلا قدرا ضئيلا أو ثانويا من اللذة ، وقد لا يجلب له لذة على الإطلاق ، بل يمارسه بتقزز ونفور ، وعلى الجانب المقابل فإن الأنثى المصابة بالجنسية المثلية تجد لذتها الجنسية الأساسية في الاتصال بالأنثى ، سواء قامت هي بالدور الإيجابي أو بالدور السلبي في هذا الاتصال . أما إن اتصلت جنسيا بذكر ، فهي لا تجد فيه إلا لذة طفيفة ، أو لا تجد على الإطلاق أية لذة ، وربما تحس تقززا ونفورا (19).
2 – السادية Sadism :
تدل على انحراف ينحصر عامة في استمداد ( اشتقاق ) اللذة الجنسية مما يلحق الغير من ألم بدني ونفسي . والشخص الذي يقع عليه هذا الألم قد يكون من نفس الجنس الذي ينتمي إليه السادي ، أو قد يكون طفلا أو حيوانا ، وفقا لارتباط الانحراف بالجنسية المثلية أو عشق الأطفال أو الحيوانية . كما أن الشخص الذي يقع عليه هذا الألم قد يكون – أيضا – الزوجة أو الزوج ، أو المحبوب من الجنس الآخر . وقد يكون الألم الذي ينزل بالضحية ألما ماديا ( من ضرب ووخز وعض وتشويه قد يصل إلى حد القتل ) ، أو نفسيا ( في صورة التجريح والإذلال ) . وقد لا يعدو أن يكون الألم في بعض الأحايين مجرد افتعال  وهو ما يسمى ( بالسادية الرمزية ) . وقد يكتفي السادي بمشاهدة الألم ، لكنه عادة ما يتسبب فيه ذاته . وكذلك ، فقد يكون الإشباع مقصورا على المجال النفسي ، ولو أن الغالب أن يكون مصحويا بإحساس جنسي ينتهي بالتفريغ الجنسي تلقائيا أو عن طريق الجماع أو الاستمناء ( 10 ) كحالة الزوج الذي يستمر في تعذيب زوجته مع إصراره على عدم الطلاق . والقصة المشهورة عن القروي الذي يذبح القطة في ليلة زفافه .. أنه يفعل ذلك أمام زوجته التي تبدأ حياتها معه .. لترى أنه حازم ... وقوي (24)  .
3 – المازوخية Masochism :
       في معناها الواسع هي اشتقاق الفرد للذة من قيام الآخرين بتعذيبه وتوجيه العدوان إليه ، سواء أكان عدوانا ماديا ( كالضرب والإيذاء البدني ، أم كان عدوانا معنويا ، كتحقير الفرد وإهانته وجرح كرامته والسخرية منه وإظهار هوان شأنه , ودنو منزلته وعدم اعتبار مشاعره ، وعرقلة مصالحة والوقوف ضدها .
       وفي معناها الضيق هي نوع من الشذوذ أو الانحراف الجنسي ، سواء لدى الذكر أم لدى الأنثى ، عندما لا يجد الفرد لذته الجنسية أساسا إلا إذا كانت مصحوبة بالأذى يوقعه عليه الطرف الذي يمارس معه الجنس ، سواء أكان هذا الأذى ماديا أو معنويا ، وسواء – أيضا – أكان قبل الفعل الجنسي أم أثناءه (10 ) . كحالة المرأة التي تحب الرجل الذي يشعرها بضعفها ... ويقسو عليها بعض الشيء ... (24) .
وهكذا يلاحظ أن المازوخية عكس السادية تماما ، ولكن إذا كانت السادية تعبر عن غريزة التدمير أو العدوان المتجه إلى الآخر ، فإن المازوخية تعبر عن غريزة التدمير أو العدوان الموجه إلى الذات ، بل إن كثير من المحللين النفسيين يضيفون إلى ذلك أن الأنا الأعلى يستخدم الألم والإيذاء في المازوخية لمعاقبة الذات حتى يمكن تحييد عقدة الشعور بالذنب جزئيا والتكفير عنه (9 )
4 – البغاء Prostitution :
       ونعني به تسليم شخص جسمه إلى آخر يستخدمه للإشباع الجنسي  وذلك لقاء مقابل مادي ، دون اكتراث عاطفي أو تمييز بين فرد وآخر   ( 16 ) فالأنثى البغي تسلم جسدها دون أي تمييز بين الذكور . ومن الشائع أن البغاء يرتبط بالإناث دون الذكور ، بل إن بغاء الذكور قد عرف منذ مدة طويلة .
       ومن الجدير بالذكر أن البغاء في كثير من الحالات يكون ناتجا عن ظروف اقتصادية واجتماعية بالدرجة الأولى ، تلجأ إليه البغي مضطرة غير مرحبة ولا سعيدة به عندما تجد فيه الوسيلة السهلة للتكسب وإشباع طموحاتها المادية التي تلهث وراءها ، فيستغلها الآخرون من نقطة الضعف هذه . على أن هذا لا يتعارض مع وجود بعض العوامل والدوافع النفسية الشعورية واللاشعورية المؤدية إلى هذا النوع من الانحراف ، مثل الاستمتاع الجنسي ، وإشباع الدوافع السادية والمازوخية  وضحايا الروابط الانفعالية بالآخرين وسطحية العلاقة معهم ، وزيادة القابلية للإستهواء ، وسيادة الجوانب السيكوباتية ، والعجز عن حل الصراعات النفسية حلا إيجابيا بناء (32 )
5 – الأثرية أو الفتيشية :
وهي التعلق الجنسي بالأشياء التي يستعملها الجنس الآخر ، كاللباس أو جزء من جسمه كالشعر مثلا ، والإشباع عن طريقها بدلا من الشخص نفسه .
6 – المظهرية : وهي الاستعراض أو الاستعراء في الأماكن العامة ، والرغبة في لبس ملابس الجنس الآخر والتشبه بهم .
علاج الانحرافات الجنسية :
وفيما يلي أهم توصيات علاج الانحرافات الجنسية :
1 – العلاج النفسي :
خاصة التحليل النفسي والعلاج الجماعي والمساندة الانفعالية والشرح والتفسير والإقناع وعلاج القلق والخوف والاكتئاب وتوهم المرض ، وإيضاح الأضرار النفسية للإنحراف والشذوذ الجنسي وعلاج الشخصية ككل ، وعلاج كل الأسباب النفسية وخاصة أسباب عدم السعادة  وتنمية الشخصية نحو النضج . ويفيد هنا العلاج السلوكي ( الاشراط السلبي للمثيرات الجنسية للسلوك غير المرغوب بخبرة غير سارة كالقئ أو أي خبرة سيئة أخرى ، والاشراط الاجابي للمثيرات الجنسية بخبرة سارة (39 )
2 – إرشاد الشباب :
بخصوص الزواج وشرح الحقائق الحيوية ، وإثارة الرغبة في العلاج ، وتكوين اتجاهات جديدة أحسن نحو نفسه ونحو مشكلته ، والتركيز بصفة خاصة على تحذير الفرد من أخطار الانحراف الجنسي تحذيرا مبنيا على أسباب علمية لا على مجرد الخوف ، وتشجيع فكرة ادخار واستثمار الطاقة ، وتأكيد قوة الإرادة وتفوقها على قوة الغريزة . ويجب الاهتمام بالإرشاد الديني والتربية الدينية والتربية الخلقية والتربية الجنسية السليمة .
3 – العلاج البيئي :
بتحسين العلاقات الاجتماعية بصفة عامة ، وتشجيع الميول والهوايات العملية والعلاج بالعمل وتشجيع العمل اليدوي كمصدر للسرور واللذة ، والتمتع بالفسحة والهواء الطلق .
4 – العلاج الطبي :


باستخدام الهرمونات والمقويات أو عقاقير ضبط الدافع الجنسي ، والعلاج بالكهرباء الخفيفة أحيانا ، ومضادات الاكتئاب ... إلخ .
xx
[تصفح أقسام المكتبة المجانية][grids]