ذهان الاكتئاب

Depression
يعتبر الاكتئاب –
عادة - من الذهان الوظيفي ، وهو حالة من الاضطراب النفسي تبدو أكثر ما تكون وضوحا
في الجانب الانفعالي للشخصية ، حيث يتميز بالحزن الشديد ، واليأس من الحياة ، ووخز
الضمير ، وتبكيته على شرور لم ترتكبها الشخصية في الغالب ، بل هي متوهمة إلى حد
بعيد ، ويقوم المبدأ النفسي القائل بأن النية تساوي الفعل بدور كبير في تغذية
الإحساس بوخز الضمير واستثارته ليأخذ بخناق الشخصية يؤنبها بقسوة ، ويجعل حياتها
جحيما لا تطاق . وكثيرا ما تصاحب حالات الاكتئاب هذاءات وهلاوس تسندها وتدعمها .
ومن هنا ، كان احتمال انتحار المريض كبيرا ، حتى يتخلص من هذه الحياة المملوءة
بالحزن والهم واليأس والقلق والمخاوف التي قد تجعله قليل النوم ، بطئ الحركة،
رافضا للطعام ، وبالتالي يصاب جسمه بهزال شديد في العادة(12 )
الهوس
Mania
تعريف الهوس :
هو حالة مرضية ذهانية ، تتسم بالغرابة
والنشاط النفسي الحركي الزائد والهياج والمرح الذي لا يسيطر عله الفرد ، وتبدو
أوضح ما تكون في الجانب الانفعالي للشخص .
تصنيف الهوس :
يقسم الهوس إلى ما
يلي :
1 – الهوس الخفيف : Hypomania
وهو أخف أشكال الهوس . وأعراضه المرح
المتوسط ، والنشاط الواضح المعتدل ، وهروب الأفكار الخفيف ، والتهيجية ، وعدم
التسامح ، والتسرع ، والسعادة المفرطة .
2- الهوس الحاد : Acute Mania
وأهم أعراضه السلوك الصاخب ، والعنف ،
وسرعة الأفكار ، والنشاط الزائد جدا والهلوسات والأوهام .
3- الهوس الهذياني : Deliriosu Mania
وأعراضه هي : أعراض الهوس الحاد مضافا
إليها الخلط وعدم الترابط واضطراب الوعي واضطراب التوجيه ( بالنسبة للزمان والمكان
والأشخاص ) .
الهوس كأحد طوري ذهان الهوس والاكتئاب .
أسباب الهوس :
فيما يلي أهم أسباب
الهوس :
1
- وجود الصراع والمواد والأفكار الداخلية غير السارة وتكون حالة الهوس شكلا من
أشكال حيل الدفاع كتعويض وكوسيلة نسيان .
2-
الفشل والإحباط ونقص الكفاية ومحاولة إنكار ذلك عن طريق لعب دور النجاح والكفاية (
بدون نجاح أو كفاية بالطبع ) .
3 – وجود مشكلات يهرب منها الفرد خارج
نفسه لينسى ويبعد عن القلق
4 – وجود مواد مكبوتة تنفس لتقليل
الصراع واسترخاء الأنا الأعلى القاسي .
وعندما يسترخي الأنا الأعلى يضعف الكبت ،
وتفلت الرغبات والدوافع التي يدور حولها الصراع وتظهر المواد الممنوعة في مستوى
الشعور وتجد لها مخرجا في السلوك الهوسي .
أعراض الهوس :
فيما يلي أهم أعراض
الهوس :
1
– المرح الشديد والسعادة الوهمية المفرطة والنشوة الزائدة ، والتفاؤل المفرط
والتحمس الزائد . والثقة الزائدة في النفس والشجاعة والخيلاء والشعور بالقدرة
وكثرة المشاريع غير العملية (7) ، والشعور بالنشاط والخفة والبهجة والرضا عن النفس
، مع الشعور بحسن الحال ، أو حتى الشعور بالعظمة .
2
- السرعة والتعجل في كل العمليات العقلية ، وصرف الانتباه وتحوله بسرعة شديدة ،
وميل نحو القيام بنشاط ينقصه التحكم والضبط ، حتى أن الأمور التي بدأها المريض
يتحول عنها بسرعة دون أن يتمها ، أي يبدأ في عدة مشروعات دون استعداد (3).
3
– التعرض لأفكار هذائية تبين عن امتياز المريض وعظمته ، وإلقاء المريض للنكت وضحكه
الكثير (12 ) .
4
– هروب وطيران الأفكار وسطحية التفكير والسلاطة الفكرية . وتشتيت الانتباه وعدم
القدرة على التركيز ، والانتقال السريع بين الموضوعات ومقاطعة الآخرين بمجرد ورود
أفكار جديدة ، والأوهام وأفكار العظمة وتوهم الغنى والقوة والأهمية والغرور الزائد
والهلوسات أحيانا ، وسرعة الكلام وعلوه ( وأحيانا الكلام المسرحي ) .
5
– النشاط النفسي الحركي الزائد وعدم الاستقرار وزيادة التوتر وعدم المثابرة على
العمل وسرعة الانجاز مع ضعف الإنتاج والفوضى في العمل .
6
– النشاط الاجتماعي والانطلاق الزائد ، والإسراف والكرم المفرط . والتبرج الزائد
والتزين المفرط . واللامبالاة بالمعايير الاجتماعية وعدم مراعاة مشاعر الآخرين .
7
– سرعة الاستثارة والتهور والسلوك التخريبي أحيانا . والإرهاق والإنهاك ونقص الوزن
. والشراهة والإدمان ( في بعض الحالات ) . والأرق واضطراب النوم بصفة عامة .
8
– إسراع ضربات القلب وفرط العرق والإنهاك واحمرار الوجه واهتزاز الأطراف واضطراب
الإخراج واضطراب الحيض .
9
– النشاط الجنسي الزائد والاستعراض الجنسي والعرى والكتابات الغرامية(7 )
وهكذا يتبين لنا بوضوح أن حالة الهوس هي
الحالة المناقضة تماما لحالة الاكتئاب في أعراضها ، حتى أن التحليل النفسي – في
تفسيره لحالة الهوس – يعتبر رد فعل Reaction
لحالة أعمق هي حالة الاكتئاب (12 ).
تشخيص الهوس :
من السهل التعرف على
حالات الهوس الحاد ، ويجب التفريق بين الهوس وبين هذاء العظمة وبين حالة الكحولية
.
علاج الهوس :
يحسن علاج مرض الهوس
( وخاصة الحاد ) في المستشفى . وفي حالة الهياج الشديد أو السلوك التخريبي والنشاط
الجنسي والعرى يجب عمل حساب ذلك بوضع المريض في مكان منفصل مع رعاية تمريضية خاصة
.
وفيما يلي أهم معالم علاج الهوس :
1
– العقاقير الطبية وخاصة المهدئات للسيطرة على التهيج وعدم الاستقرار النفسي
الحركي ، وتستخدم المنومات لإحداث أكبر قدر ممكن من النوم . ويلجأ الكثير من
المعالجين إلى العلاج بالنوم المستمر ، ويستخدم علاج الرجفة الكهربائية ( 15 – 20
جلسة ) ثلاث مرات أسبوعيا ، ويستخدم العلاج المائي بالحمامات الدافئة ( لتهدئة
المريض ) ، ويجب عمل حساب أي مضاعفات مثل الإنهاك أو هبوط القلب أو هبوط التنفس .
2
– وبعد التحكم في نوبة الهوس باستخدام الأدوية أو الصدمات الكهربائية ، يبدأ
العلاج النفسي لاستكشاف النواحي المرضية في الشخصية ومشاعر الوحدة وهبوط احترام
الذات أو قيمة الذات ، وتكوين ردود الأفعال التي تؤدي إلى شعور بالقدرة على كل شيء
والسيطرة والتحكم ، وحل مشكلات المريض .
3
– العلاج الاجتماعي والراحة والإجازات القصيرة من العمل . وتوجيه نشاط المريض
الزائد وجهات بناءة وعملية . والرقابة والإشراف في النواحي الاقتصادية والنشاط
الجنسي .
4
– وفي بعض الأحيان يشاهد الشفاء التلقائي من الهوس في مدة تتراوح بين ( 6 – 8 شهرا ) ولكنها تنزع أيضا إلى العودة مرة أو
مرات على فترات متفاوتة الطول يبدو الفرد أثناءها – في الظاهر – سويا . وقد يكون
السلوك العادي مجرد عبور من نوبة إلى نوبة أو من دور هوسي إلى دور اكتئاب عبر فترة
سواء .
5
– وفي حالة أزمان الهوس وعدم استجابته لعلاج الأدوية والصدمات الكهربائية والعلاج
النفسي يلجأ الأطباء كحل أخير إلى الجراحة النفسية ( شق الفص الجبهي ) .
مآل الهوس :
مع استخدام علاج الرجفة الكهربائية
والأدوية الحديثة المهدئة أصبح علاج الهوس بسيطا وسريعا . وإذا قورن الهوس
بالاكتئاب فإن الهوس يقل احتمال أزمانه عن الاكتئاب .
xx |