أهم مشكلات الشباب النفسية وعلاجها


في الحقيقة أنه قليلا م تمر مرحلة المراهقة دون أن تعترض الشاب بعض  المشكلات . وتتفاوت هذه المشكلات في حدتها وخطورتها ، فبعضها سهل الحل وبعضها عسير الحل ، وبعضها يتناول موقفا محددا ، وبعضها يتعلق بمستقبل حياة الفرد .
أسباب مشكلات الشباب :
       تتلخص أهم أسباب مشكلات الشباب فيما يلي :
1 – الأسباب الحيوية :
       وتشمل البلوغ الجنسي دون التهيؤ له نفسيا ، وعدم إمكان الزواج وإشباع الدافع الجنسي ، أو إشباعه قبل الزواج ، والحمل المحرم ، والأمراض والتشوهات والعاهات .
2 – الأسباب النفسية :
       قد يعاني المراهق الصراعات وهو يحاول التوافق مع جسمه الذي يتغير ، ودوافعه التي تتطور ، ومطامحه التي تتبلور ، وقد يعاني من الإحباطات المتعددة أمام مطالب البيئة ونقص الإمكانيات ، وقد يعاني من الحرمان وعدم إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية ، وقد يرفع المراهق درع الدفاع النفسي بحيله المعروفة التي قد تنجح وقد تفشل مثل التبرير والنكوص والكبت والعدوان والإسقاط ... إلخ . كذلك قد يعاني المراهق من عدم النضج الانفعالي ونقص التوازن الانفعالي وتذبذب الروح المعنوية بين الارتفاع والانخفاض ، والميول الاستعراضية وعدم الاستقرار .
3 – الأسباب البيئية :
       وتشمل الضغوط الأسرية والاجتماعية وما يقابلها من ثورة وعقوق من جانب المراهق ، وعدم التوافق الأسري بين الوالدين أو مع الأخوة ، وعدم التوافق في المدرسة ، وسوء التوافق الاجتماعي ، ورفض الجماعة له ، مما يزيد نار الصراع اشتعالا ويؤجج التوتر النفسي ، وسوء التوافق الشخصي والاجتماعي ، والانطواء ، ونقص الميول والاهتمامات الاجتماعية والرياضية وغيرها ، وقلة الرعاية في الأسرة والمدرسة والمجتمع بصفة عامة ، والرغبة القوية للارتباط برفاق السن ، وتكوين شلل ونواد ، مما قد يتعارض مع المسئوليات في الأسرة والمدرسة ، ونقص الخبرات الجديدة اللازمة لتطبيق القدرات والمهارات الجديدة ، مما قد يدفع المراهق إلى الاندفاع والمخاطرة ومخالفة القانون والعرف أيضا .
أهم مشكلات الشباب :
       وتتلخص أهداف البحوث في مجالات الشباب - في فلسطين – في تحقيق النمو النفسي والاجتماعي والجسمي والصحي والفكري والاقتصادي والقومي للشباب . وفيما يلي نتائج البحوث عن مشكلات الشباب :
 1– مشكلات الصحة والنمو :
       الشعور بالتعب الزائد بسرعة ، الكسل ، التغذية غير المناسبة ، نقص الشهية ، الانحراف عن المعايير من الناحية الجسمية مثل كبر الحجم أو صغره عن العادي ، وزيادة الوزن أو نقصه عن العادي ، الإصابة بالصداع والدوار ، اضطراب النوم ، عدم كفاية الرعاية الصحية ، صعوبة الحصول على العلاج والدواء .
2 – المشكلات الانفعالية :
       الشعور بالذنب ، وتأنيب الضمير ، القلق والتوتر ، الانقباض وعدم السعادة ، تقلب الحالة الانفعالية ، الشعور بالنقص ، الشعور بالخجل ، الارتباك ، عدم الشعور بالمسئولية ، عدم القدرة على تحمل المسئولية ، نقص الثقة في النفس ، الإحساس بالفراغ والضياع ، والخواف . الخوف من الخضوع والإهانة ، الخوف من النقد ، المعاناة من الاندفاعات المزاجية ، العناد ، التمرد . عدم الاستقرار ، سهولة الاستثارة ، العصبية ، الحساسية الانفعالية ، واللازمات العصبية ، ضعف العزيمة والإرادة ، عدم القدرة على التصرف وقت الطوارئ ، أخذ الأشياء بجدية زائدة ، الاستهتار واللامبالاة ، الاستغراق في أحلام اليقظة ، الأحلام المزعجة والكابوس ، الرغبة في التخلص من الحياة ، نقص الإرشاد العلاجي .
3 – المشكلات الأسرية :
       الخلافات أو الطلاق بين الوالدين ، موت الوالدين أو أحدهما ، الشعور بالبعد عن الوالدين في الميول ، عدم القدرة على مناقشة الموضوعات الشخصية مثل المسائل الجنسية مع الوالدين ، اللوم والتأنيب  العقاب بالضرب وغيره ، الخوف من الوالدين عندما يخطئ ، عدم القدرة على اعتبار الوالدين كصديقين ، تدخل الوالدين في اختيار الأصدقاء ، عدم السماح له بالخروج ليلا أيام الدراسة ، إلزامه بالتواجد في البيت في ساعة محددة ، زيادة الرقابة في الأسرة ، معاملته كطفل في الأسرة ، التفرقة بين الأخوة ، العراك مع الأخوة ، النزاع الدائم بخصوص النقود  قلة المصروف والملابس ، عدم التمتع بالحرية في الأسرة ، عدم حرية إبداء الرأي ، الشعور بالحرمان من أشياء كثيرة ، عدم وجود مكان للاستذكار ، عدم وجود غرفة خاصة ، شعوره أنه عبء على الوالدين ، مشكلات تكوين أسرة جديدة ، نقص الإرشاد الأسري .
4 – المشكلات المدرسية :
       صعوبة تركيز الانتباه والسرحان . النسيان وضعف الذاكرة ، الطريقة الخاطئة في الاستذكار ، عدم القدرة على تخطيط وتنظيم الوقت  إضاعة الوقت ، عدم القدرة على استخدام المكتبة ، عدم المثابرة ، أحلام اليقظة أثناء الدراسة ، صعوبة كتابة مذكرات في المذاكرة ، الصعوبات في التلخيص والحفظ ، وعدم القدرة على التعبير عن النفس في الكلام والكتابة ، نقص الانضباط في الفصل ، التأخر الدراسي في مادة أو أكثر  عدم القدرة على القراءة الجيدة والبطء فيها ، عدم التجاوب مع المدرسين  عدم عدل المدرسين ، عدم تشجيع المدرسين ، تهكم المدرسين ، تمييز المدرسين لبعض التلاميذ دون الآخرين ، القلق والخوف من الامتحانات  عدم معرفة كيفية الاستعداد للامتحانات ، الخوف من الفشل والرسوب ، الغش في الامتحانات ، الملل وكره المدرسة ، الخوف من الكلام أمام الجماعة ، الشك في قدرته على العمل ، الشك في قدرته على التحصيل المدرسي ، الشك في قدرته على التعليم العالي ، الحاجة إلى المساعدة في اختيار الدراسة ، نقص المساعدة في اختيار الكلية ، كثرة أوجه النشاط التي تعطل الدراسة ، مشاهدة التلفزيون أو سماع الراديو أكثر من اللازم على حساب الدراسة ، نقص الإرشاد التربوي .
5 – المشكلات الاجتماعية :
       نقص القدرة والارتباك في المسائل الاجتماعية ، الخوف من ارتكاب الأخطاء الاجتماعية ، الخوف من مقابلة الناس ، نقص القدرة على الاتصال بالآخرين ، قلة الأصدقاء ، نقص القدرة على إقامة صداقات جديدة ، صعوبة الاشتراك في شلة ، صعوبة الاشتراك في نواد أكثر ، القلق بخصوص السلوك الاجتماعي السليم ، عدم معرفة أصول السلوك في المسائل الاجتماعية ، عدم فهم الآخرين ، عدم اللياقة ، الوحدة وعدم الشعبية الاجتماعية ، ورفض الجماعة له ، عدم توافر فرصة القيادة ، نقص فرصة الاشتراك في الشئون الاجتماعية ، قلة أوجه النشاط الترويحي ، اعتقاد الوالدين أن الترويح لا فائدة فيه ، عدم وجود من يناقض مشكلاته الشخصية معه ، القلق بخصوص التعصب الاجتماعي وعدم التسامح ، المجادلة .
6 – مشكلات المهنة والعمل :
       نقص المساعدة في قدرات الفرد ، نقص المساعدة في اختيار مواد الدراسة ، الصراع بين استكمال التعلم والنزول إلى ميدان العمل ، نقص المساعدة في معرفة الفرص المتاحة في المجالات المختلفة ، نقص المساعدة في اختيار المهنة ، عدم معرفة كيف وأين يبحث عن عمل ، عدم معرفة كيف يستثمر المال ويعمل له ميزانية ، عدم معرفة كيف يسلك أثناء مقابلة شخصية ، القلق بخصوص متى وأين يتسلم العمل ، القلق بخصوص هل سيوضع في مكانه المناسب أم لا ، عدم توافر فرص العمل المناسب ، نقص التدريب والإعداد المهني ، عدم التوافق في المهنة ، نقص الإرشاد المهني .
7 – المشكلات الجنسية :
       نقص المعلومات الجنسية الصحيحة ، مشكلات النمو الجنسي ، مشكلات النضج الجنسي المبكر والنضج المتأخر ، عدم وجود صديق من الجنس الآخر . الكبت الجنسي ، الوقوع في الحب وعدم الخروج منه ، عدم معرفة السلوك السوي مع الجنس الآخر ، القلق بخصوص الزواج من الشخص المناسب ، القلق بخصوص الاضطرار لتأجيل الزواج لظروف خارجه عن إرادته ، الرغبة في الزواج الآن مع عدم إمكانية تحقيقه ، نقص الجاذبية ، عدم إمكان لفت أنظار أفراد الجنس الأخر ، الاستغراق في حكاية النكت الجنسية ، الاستغراق في قراءة الكتب الجنسية ، الاستغراق في مشاهدة الصور والأفلام الجنسية ، الاستغراق فكريا في الجنس ، القلق بخصوص الاستمناء ، الاستسلام بسهولة للإغراء والتورط في خبرات جنسية والشعور بالإثم ، نقص الإرشاد الزواجي .
 8– المشكلات الدينية والأخلاقية :
       نقص الإرشاد الديني ، الخوف من الموت ، الحيرة بخصوص الحياة والموت وما بعدها ، الحيرة بخصوص المعتقدات ، الشك الديني ، الضلال وعدم إقامة الشعائر الدينية ، عدم التمسك بالتعاليم الدينية ، عدم احترام القيم الأخلاقية ، عدم معرفة المعايير التي تحدد الحلال والحرام والصواب والخطأ ، الصراع بين المحافظة والتحرر، الشعور بالذنب وتأنيب الضمير ، القلق بخصوص التعصب الديني ، القلق بخصوص عدم التسامح ، القلق بخصوص الإصلاح الواجب (11 ).
9 – مشكلات أخرى :
       مشكلات التمرد ، ووقت الفراغ ، ونقص النشاط الاجتماعي ، وعدم كفاية مراكز رعاية الشباب والنوادي الرياضية .
مشكلة تمرد الشباب :
       هو الصراع بين الفرد وذاته ، لأنه يريد إثبات ذاته ، وكلما زاد تمرد الشباب فإنهم يحاولون كبت الصراع الذاتي ، ليبرر لنفسه تمرده وعدوانه على البيئة ، وليتمسك بقيمه وسلوكه التمردي ، وقد يتمرد الشباب على المجتع الذي يعيشون فيه ، ولذلك يثورون عليه .
       ومن أهم الأسباب الدافعة إلى تمرد الشباب :
1 – تفكك الأسرة .
2 – فقدان الثقة بجيل الكبار الذي يعتبره المتمردون مسئولا عن سيئات هذا الواقع .
3 – الشعور بالعجز في عملية الصراع الحضاري .
4 – سوء التوافق الذاتي وسوء التكيف الاجتماعي والمدرسي (25) .


علاج مشكلات الشباب :
       فيما يلي أهم التوصيات لعلاج مشكلات الشباب :
1 – العلاج النفسي :
       ويشمل اكتشاف المشكلات العامة التي يعاني منها الشباب ، ومعرفة أسبابها ، والعمل على إزالة هذه الأسباب ، أو التخفيف من حدتها ، والاستعانة بالأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ، واستشارتهم ضمانا لنجاح علاج مشكلات الشباب ، وعلاج مخاوف الشباب ، والاضطرابات العصبية التي يعانون منها ، وكل ما ينغص حياتهم الانفعالية . وعدم نقد المراهق أو السخرية منه ، وتوجيه الشباب إلى التعود على نسيان الإساءة بسرعة واستخدام النشاط المتولد عن الغضب في عمل ناجح ، واستخدام العواطف بحكمه .
2 – الإرشاد النفسي :
       ويتضمن إرشاد الشباب علاجيا وتربويا وأسريا مع مراعاة اللباقة  وإرشاد الوالدين وتعريفهم بمرحلة المراهقة ومطالب النمو فيها ، ودورهم في تحقيقها ، وضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الشباب ، وأن الأولاد يطلبون دائما ما هو يناسب مرحلة نموهم ، وأن الأولاد لا يرغبون في شيء قدر رغبتهم في العمل على إرضاء والديهم ، وأن الأولاد يرغبون في معرفة أسباب الأعمال التي يطلب منهم القيام بها . وتحقيق الجو المدرسي لتحقيق التوافق النفسي السليم للمراهق ، ومناقشة أساليب الاستذكار والتحصيل مع الطلاب ، وإعادة النظر في نظم الامتحانات الحالية وتفادي عيوبها ، ومساعدة المراهق على أن يكون فكرة عن قدراته واستغلالها إلى أقصى حد ممكن ، والمساعدة في تحسين اتجاهات المراهقين نحو المدرسة والمدرسين ، والتعاون الكامل مع الأسرة لعلاج المشكلات المشتركة بين المنزل والمدرسة ، ومساعدة الشباب في الإرشاد المهني والإعداد للمهنة ، وتزويدهم بأدق المعلومات المهنية ، ومساعدتهم في إدراك قيمة جميع أنواع العمل وأهميتها .
3 – العلاج البيئي :
       ويتضمن المساعدة في عملية التنشئة والتطبع الاجتماعي ، وتعليم المعايير السلوكية الاجتماعية السليمة والسلوك الاجتماعي السوي ، والمهارات الاجتماعية والقواعد الأخلاقية ، وتهيئة الفرص لعقد ندوات للمناقشات الجماعية حول مشكلات الشباب وشغل أوقات فراغ الشباب بطريقة مفيدة مدروسة ، واستغلال الميول والهوايات ، ومساعدة المراهقين في اختيار الأصدقاء على ألا يكونوا منحرفين . ويجب كذلك الاهتمام بالتربية الجنسية العلمية للشباب ومساعدتهم على تقبل النمو الجنسي ، والسعادة والفخر بالنضج الجنسي ، وتقبل التطور الجديد في حياة الفرد قبولا حسنا ، والحرص بخصوص المثيرات والأفلام الجنسية  والتوجيه اللازم بخصوص الزواج ، وإمداد الشباب بالحقائق عن الحياة الأسرية ومسئولياتها . ويجب توجيه عناية خاصة إلى التربية الدينية للشباب وتوجيههم إلى ممارسة الشعائر الدينية ، وتعليم المعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية ، ونمو الضمير ، والضبط الذاتي للسلوك ، ومساعدة المراهقين في تكوين أهداف ناضجة للحياة ، والعمل على تحقيقها بمهارة ، حتى يتحقق النجاح في الحياة بصفة عامة .
4– العلاج الطبي :

       ويشمل مساعدة المراهقين على أن يتعلموا الشيء الكثير عن أجسامهم ، ومشكلات النمو الجسمي وكيفية علاجها ، وتوفير الرعاية الصحية ، وتشجيع المراهقين على أن يتناولوا غذاء مناسب متوازن ، وتشجيعهم على أن يعرضوا أنفسهم للفحص الطبي الدوري .
xx
[تصفح أقسام المكتبة المجانية][grids]