جناح الأحداث
Juvenile
Delinquency
الجناح هو الفعل أو السلوك الجانح
– المنحرف عن معايير السلوك الاجتماعي السوي - ، والجانح هو الحدث ( الطفل أو
المراهق ) الذي يرتكب عملا خارجا على المعايير الاجتماعية وعلى القانون .
ومشكلة جناح الأحداث من المشكلات
النفسية الاجتماعية الاقتصادية التي تواجه الأسرة والمدرسة والمجتمع والتي تهم
علماء الاجتماع وعلماء التربية ورجال القانون والأمن . ويبدو أن جناح الأحداث في
تزايد مستمر في مجتمعنا ، يستوجب التدخل للوقاية والعلاج حتى نتجنب
الخسارة البشرية الناتجة عن هذه المشكلة .
أسباب جناح الأحداث :
تتعدد أسباب جناح
الأحداث ، وفيما يلي أهمها :
1 – الأسباب الحيوية :
كتأخر النضج ، والتشوهات الخلقية
والعاهات الجسمية والأمراض المزمنة .
2 – الأسباب النفسية :
كالصراع ، والإحباط ، والتوتر والقلق ،
والانقباض والحرمان العاطفي ، وانعدام الأمن والخبرات المؤلمة والأزمات النفسية ،
وعدم إشباع الحاجات ، والنمو المضطرب للذات ( مفهوم الذات السالب ) ، وعدم تعديل
الدوافع ، والضعف العقلي ، والضعف الخلقي ، وتأخر النضج النفسي .
3 – الأسباب البيئية :
كأساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة ،
والنقص في عملية تعلم القيم والمعايير الاجتماعية ، والبيئة الجانحة ، وتأثير
الكبار ، ونقص وسائل الترفيه ومشكلات وقت الفراغ ، وسوء التربية الجنسية ، والفقر
والجهل والمرض . ومنها ما يكون داخل المنزل مثل أسلوب التربية الخاطئ ، واضطراب
العلاقات بين الوالدين والطفل ، وعدم الاستقرار العائلي وتفكك الأسرة ، ومنها
الناحية الاقتصادية كالفقر وازدحام المنزل وانعدام وسائل الراحة ، ومنها الحالة
الأخلاقية كالإدمان والتشجيع على الانحراف ، والعلاقات الانفعالية المضطربة في
الأسرة . ومن الأسباب البيئية ما يكون خارج المنزل مثل قرناء السوء ، ومشكلات
الدراسة والهروب من المدرسة والفشل الدراسي ومشكلات العمل .
أعراض جناح الأحداث :
فيما يلي أهم أعراض
جناح الأحداث :
1
– الكذب المرضي ، والسرقة والنشل والتزييف ، والتخريب والشغب والخطورة على الأمن ،
والهروب من المنزل والمدرسة والفشل الدراسي
والتشرد والبطالة ، والعدوان والتمرد على السلطة وعدم ضبط الانفعالات ،
والسلوك الجنسي المنحرف كهتك العرض والجنسية المثلية وتعاطي المخدرات والمسكرات والإدمان والقتل ،
وغير ذلك من ألوان السلوك الإجرامي .
2
– الشعور بالرفض والحرمان ونقص الحب وعدم الأمن وعدم فهم الآخرين له ، والشعور
بالعجز ( الحقيقي أو المتخيل ) ، ومشاعر النقص في الأسرة وفي المدرسة ومع الرفاق ،
والشعور بالمرارة والغيرة نحو واحد أو أكثر من الأخوة بسبب التفرقة في المعاملة ،
والشعور بالذنب بخصوص السلوك الجانح . ويلاحظ عدم الارتياح بخصوص الأسرة وسوء سلوك
الوالدين في التنشئة الاجتماعية للطفل والمراهق . ويشاهد الشقاء بسبب وجود صراعات
نفسية عنيفة ( مكبوتة غاليا ) .
3
– وجود مفهوم سالب للذات وتشوه صور الذات ، نتيجة للخبرات السيئة التي كونها عن
نفسه مما جعله غير مقبل لذاته ، وأن تقدير الجانح لذاته يتميز بالدونية والقصور
وعدم الواقعية وأنه أقل رضا عن ذاته بالنسبة لمثله الأعلى أو توقعات الجماعة له
وخاصة أسرته .
4
– ويصاحب هذا كله أعراض مثل نقص البصيرة وعدم التبصر بعواقب السلوك ، وعدم التعلم
من الخبرة وعدم القدرة على الحكم السليم
وعدم المسئولية وعدم الاهتمام بالمستقبل وعدم وضوح أهداف للحياة ،
والأنانية ، ونقص النقد الذاتي ، وعدم الشعور بالذنب ، وضعف الضمير والاستهتار بالتعاليم الدينية والقيم الأخلاقية
والمعايير الاجتماعية .
5
– ويلاحظ قلة من الجانحين أذكياء ، إلا أن الغالبية حالات حدية وضعاف عقول .
والصحة العامة للجانحين أقل من المتوسط ، ويشاهد العيوب الجسمية والتعرض للحوادث ،
ويشاهد أيضا العصابية ، وزيادة النشاط والحركة وعدم الاستقرار والاندفاع والقابلية
للإيحاء وعدم ضبط النفس والاتجاهات الدفاعية والعدائية ، ونقص التعاون ، والمخاطرة
والتمرد والتدخين وغير ذلك في سن مبكرة ( 38 )
علاج جناح الأحداث :
وفيما
يلي أهم توصيات علاج جناح الأحداث :
1 – العلاج النفسي :
الفردي والجماعي ومحاولة تصحيح السلوك
الجانح ، وتعديل مفهوم الذات عن طريق العلاج النفسي الممركز حول العميل ، مع
الاهتمام بعلاج الشخصية والسمات المرتبطة بالجناح ، وحل الصراعات ومقابلة عوامل الإحباط وإزالة مصادر الضغط والتوتر
الانفعالي ومحاولة التغلب على دافع العدوان ، وإشباع الحاجات النفسية غير المشبعة
وخاصة الحاجة إلى الأمن ، وإبدال السلوك العدواني بسلوك بناء والعلاج الديني والعلاج بالعمل ، والاهتمام
بالتربية الجنسية .
2 – الإرشاد العلاجي والتربوي والمهني :
للحدث في جو نفسي ملائم يتسم بالصبر
والفهم والمساندة والتوجه السليم نحو سلوك فعال مقبول ، ومساعدة الحدث الجانح على
رسم أهداف جديدة لحياته . والاهتمام بالوالدين ، وتحميلهما مسئولية العمل على تجنب
الطفل التعرض للأزمات الانفعالية ومواقف الصراع والإحباط ، وافهامهما أن العقاب
العنيف لا يجدي مع الجانحين ، وتصحيح أساليب المعاملة الوالدية المضطربة ، وأساليب
التربية الخاطئة وآثارها السيئة وحثهما على الصبر في معاملة الأطفال والشباب ، مع
مراعاة العطف والحزم والاعتراف بشخصية الأولاد ، وعدم التفرقة في المعاملة بينهم ،
وعدم المقارنة بين الأطفال ، وأن يكونوا قدوة سلوكية حسنة للأولاد .
3– العلاج البيئي :
بشغل وقت الفراغ
والترفيه المناسب والرياضة والنشاط الاجتماعي . وتوفير الرعاية الاجتماعية للحدث
الجانح في الأسرة والمدرسة أو المؤسسة ، واستخدام كافة امكانيات الخدمة الاجتماعية
المتيسرة في المجتمع . والإيداع في المؤسسات للتأهيل النفسي والتربوي والمهني ،
وإعادة التطبيع الاجتماعي وتعديل الدوافع والاتجاهات في ضوء دراسات وخطط علاجية
مدروسة والعمل مع الجانحين على أساس من الفهم والرعاية بهدف الإصلاح والتقويم وليس
العقاب (7).
xx |