العلاجات المادية للأمراض النفسية

1 – الأدوية النفسية Psychotropic Drugs :
       تخفف معاناة الكثير من المرضى الذين يمكن أن يعيشوا وسط مجتمعاتهم  والذين لولا هذه الأدوية لأصبح مرضهم لا يطاق ولا يحتمل  ولأصبحوا مرضى مزمنين في المشافي والمصحات النفسية والعقلية ...
       وتصنف هذه الأدوية كالتالي :
أ – الأدوية المضادة للذهانات Anti-Psychotics :
       وهي أدوية تنظم الانفعال والحالة المزاجية وتصحح التغيرات الشاذة التي تحدث في الاكتئاب وتفيد في علاج الأمراض النفسية الشديدة كالفصام والذهانات الأخرى .
ومن التأثيرات الأساسية لهذه الأدوية إزالة الأعراض الشديدة للذهان كالهلاوس السمعية والبصرية والأوهام ، وكذلك تخفيف الاهتياجات الشديدة المشاهدة في عدد من الأمراض النفسية كالفصام والهوس .
       وتقوم هذه الأدوية بتعديل أو تخفيف نشاط بعض الناقلات العصبية في الدماغ ، الأمر الذي قد يؤدي أحيانا لزيادة نشاط ناقلات عصبية أخرى ، ككفتي ميزان بحيث تنقص الأولى لتزداد الثانية ..
       وهناك من الأدوية ما يستعمل كحقن عضلية بطيئة الامتصاص من العضلات ، بحيث تحقن الإبرة كل ( 2 – 4 ) أسابيع ، كبديل عن استعمال الحبوب اليومية ( 23 ) .
ب – المهدئات Tranquilizers :
وهي من الأدوية التي تحدث أثرا مهدئا ( وليس مثبطا ) للجهاز العصبي المركزي ، وتؤدي إلى الاسترخاء العضلي والهدوء النفسي الحركي وتهدئ التهيج .. ومن أشهر هذه الأدوية ( الفاليوم والليبريوم والأتيفان والموغادون )، وهي أدوية كثيرة الاستعمال ، وخاصة في علاج القلق ، والتخفيف من شدة التوتر النفسي .
       ولا يعتبر الإدمان على المهدئات مشكلة إذا كان تناولها محدد لبعض الأيام فقط ، ولكن في حال تناولها المستمر ولمدة أكثر من ( 4 – 5 أسابيع ) فإن ثلث الذين يتناولون هذه الأدوية قد يشعرون بعد إيقافها ببعض القلق والأرق .
ج – مضادات الاكتئاب Antidepressants :
       ومن أشهر هذه الأدوية ، هي مجموعة مضادات الاكتئاب " الثلاثية الحلقة " وهي ( توفرانيل ، تريبتيزول ، بروثايدين ) ، ومجموعة مضادات الاكتئاب " الجديدة " وهي ( غامانيل ، بروزاك ، سيروكسات ، فافيرين ) ، ومجموعة ثالثة وهي ( نارديل ، بارنيت ، مانيريكس  ) للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج بأدوية المجموعة الأولى والثانية . 
د– أملاح الليثيوم Lithium Carbonate :
       وهو من الأملاح المعدنية ، وقد وجد له أثر قوي في التخفيف من تكرار نوبات الهوس الاكتئابي ، وفي معالجة حالات الهوس ، وهو دواء يستعمل بمفرده أو مشتركا مع مضادات الاكتئاب السابقة الذكر ، أو مع مضادات الذهان في حالات الذهان الهوسي (23).
2 – العلاج بالصدمات الكهربائية Electric Convulsive Therapy (ECT) :
       وهي عبارة عن تمرير تيار كهربائي صغير عبر الرأس ، ولمدة عدة ثوان  ومع مرور التيار الكهربائي تحدث نوبة مشابهة تماما للنوبات الاختلاجية المشاهدة في داء الصرع العصبي .
       والشيء الذي يفترق عن النوبات الصرعية أن الصدمة الكهربائية تعطى عادة بعد أن يخدر المريض تخديرا عاما ، كما هو الحال في العمليات الجراحية المعتادة ، لأنه وجد أن معظم الأعراض الجانبية للصدمة الكهربائية تحدث بسبب الاختلاج دون التخدير العام ، كالكسور العظمية والخلوع المفصلية .
إن الاستعمال الأكثر انتشارا للصدمات الكهربائية هو في معالجة نوبات الاكتئاب الشديد ، وأحيانا تستعمل في حالات الهوس والفصام  .
وعدد العلاجات عادة من ( 8 – 12 ) صدمة ، عن طريق إعطاء صدمتين أو ثلاثة في الأسبوع .
       ومن أكثر التأثيرات الجانبية التي قد يشكو منها المريض بعد الاستيقاظ هي الصداع والغثيان . وهناك قلة منهم من يشكو من اضطراب في الذاكرة ، كعدم القدرة على تذكر بعض الأسماء والمعلومات الجديدة .. ولكن هذه الشكوى تزول عادة بعد عدة أسابيع من انتهاء العلاج.
3 – العلاج الجراحي النفسي Psycho- Surgery :
       يلجأ إليه في بعض حالات الأمراض النفسية المزمنة – بعد فشل بقية أنواع ووسائل وطرق العلاج الأخرى – وكآخر محاولة إلى الجراحة – جراحة المخ  ، وهي جراحة عصبية متخصصة جدا .
ويقصد به إجراء عملية جراحية على أقسام من الدماغ للتخفيف من المرض النفسي الشديد المزمن ، والذي لم يستجب للعلاجات الأخرى الدوائية والنفسية ، رغم تطبيقها لسنوات طويلة . والمرضى الذين يحولون للجراحة النفسية عادة يكونون قد قضوا سنوات في المستشفيات النفسية دون تحسن يذكر .
       ويقوم الجراح العصبي بإجراء قطع جراحي بين بعض المناطق في الدماغ  وخاصة فصل جزء من القسم الأمامي عن القسم المتوسط في الدماغ .

       ويستعمل العلاج الجراحي النفسي في الحالات الشديدة المستعصية من الفصام المزمن ، والاكتئاب المزمن ، والقلق المزمن ، وعصاب الوسواس القهري الشديد . 
xx
[تصفح أقسام المكتبة المجانية][grids]