الضعف العقلي عند الأطفال

Mental Deficency
تعريف الضعف العقلي : هو حالة نقص أو تأخر أو تخلف أو توقف أو عدم اكتمال النمو العقلي المعرفي ، يولد بها الفرد أو تحدث في سن مبكرة ، نتيجة لعوامل وراثية أو مرضية أو بيئية ، تؤثر على الجهاز العصبي للفرد ، مما يؤدي إلى نقص الذكاء ، وتتضح آثارها في ضعف مستوى أداء الفرد في المجالات التي ترتبط بالنضج والتعليم والتوافق النفسي في حدود انحرافين معياريين سالبين .
       والضعف العقلي مشكلة متعددة الأبعاد ، فهو مشكلة طبية ونفسية وتربوية واجتماعية ، إذ أنه يصاحبه عادة اضطرابات نفسية وجسمية ، وتظهر آثاره في المجال التحصيلي والمجال الاجتماعي والمجال المهني وغير ذلك من مجالات الحياة .
تصنيف الضعف العقلي :
1 – التصنيف على أساس الأسباب : ويشمل :
أ – الضعف العقلي الأولي : ويضم الحالات التي يرجع الضعف العقلي فيها إلى عوامل وراثية مثل أخطاء المورثات ( الجينات ) والصبغات    ( الكروموزومات ) ... إلخ . ويحدث في حوالي ( 80%) من حالات الضعف العقلي . ومن أمثلته حالات الضعف العقلي العائلي ، وحالات العته العائلي المظلم .
ب – الضعف العقلي الثانوي : ويضم الحالات التي يرجع الضعف العقلي فيها إلى عوامل بيئية تؤدي إلى إصابة الجهاز العصبي في أي مرحلة من مراحل النمو بعد عملية الإخصاب ، ويحدث في حوالي      ( 20%)من حالات الضعف العقلي . ومن أمثلته حالات استقساء الدماغ ، وحالات القصاع .
2- التصنيف على أساس نسبة الذكاء ( مقاسا باختبارات الذكاء ) حسب الجدول التالي :
جدول يبين درجات الضعف العقلي حسب درجات الذكاء(3)

من
إلى
المعتوة
أقل من 25 درجة

الأبله Idiocy
25
49
المورون Imbecility
50
69
ضعيف التعلم ( الفئة الحدية )
70
80
تحت المتوسط
81
90
متوسط / عادي
91
100
ذكي
101
120
ذكي جدا
121
130
عبقري أو شديد الذكاء
131 فما فوق

أ – المأفون ( أو المورون ):
وتبلغ نسبتهم حوالي ( 75 % ) من مجموع ضعاف العقول .
ب – الأبلة :
وتبلغ نسبتهم حوالي ( 20 % ) من مجموع ضعاف العقول  .
ج – المعتوه :
وتبلغ نسبتهم حوالي ( 5 % ) من مجموع ضعاف العقول.
3 – التصنيف الاكلينيكي للضعف العقلي :
       يعتمد هذا التصنيف على وجود بعض الخصائص الجسمية والتشريحية والفسيولوجية والمرضية المميزة بجانب الضعف العقلي . والتي تجعل التعرف الاكلينيكي عليهم سهلا جدا . ومن أهم الأنماط الاكلينيكية لضعاف العقول ما يلي :
أ – المنغولية ( مرض داون ) :
يوجد تشابه كبير بين هذه الحالات كما لو كانوا جميعا من أسرة واحدة ، وفي نفس الوقت لا يوجد شبه بينهم وبين أفراد أسرهم . ونسبة هؤلاء حوالي( 5 – 10%) تقريبا من حالات الضعف العقلي .
ومن أبرز الخصائص المميزة في هذه الحالة : الرأس العريض ومحيطه أقل من العادي ، والشعر قليل وجاف خال من التجاعيد ، والعينان منحرفتان لأعلى وخارجا وتميلان إلى الضيق ، وغالبا بهما حول ، والأنف عريض قصير وأفطس ، واللسان كبير عريض خشن مشقق ، وقد يبدو بارزا خلال الفم المفتوح ، والأذنان صغيرتان مستديرتان ، والقامة والأطراف قصيرة ، والكفان عريضان وسميكان مع وجود خط مستعرض عبر راحة الكف ، والأصابع قصيرة وخاصة الخنصر وانحناءه نحو الداخل ، والقدمان مفرطحتان ، وأحيانا يوجد شق في أسفل بين إبهام القدم والأصبع المجاور له ، وأعضاء التناسل صغيرة الحجم ، والكلام متأخر والصوت خشن ، والنمو والتآزر الحركي مضطرب ، ويلاحظ الترهل الجسمي بصفة عامة . ومن الخصائص الانفعالية والاجتماعية أن الطفل المنغولي لطيف ودود مرح نشط اجتماعي يحب التقليد والمداعبة . متعاون مبتسم بحب مصافحة الناس ولذلك يطلق عليهم البعض " الأطفال السعداء " .
ب – القماءة أو القصاع :
تعرف هذه الحالة باسم القزامة ، لأن طول الفرد لا يصل إلى    ( 90  سم ) مهما كان عمره الزمني .
ومن أبرز الخصائص المميزة في هذه الحالة إلى جانب قصر القامة ، النمو المتأخر ، والشعر خشن خفيف ، والشفتان غليظتان ، واللسان متضخم ، والرقبة قصيرة وسميكة ، والجلد جاف وغليظ متجعد ومنتفخ وخاصة على الجفنين والشفتين ، والأطراف قصيرة ، واليدان والقدمان والأصابع قصيرة وسميكة ، والبطن بارز مستدير . والصوت خشن والكسل واضح والحركة بطيئة ، والنمو الجنسي متأخر . والغدد الدرقية غائبة غالبا مع وجود تورم شحمي في الرقبة .
ج – استسقاء الدماغ :
ويتراوح مدى الضعف العقلي في هذه الحالة بين الأفن والعته . ومن الخصائص المميزة لحالة استسقاء الدماغ ، كبر محيط الجمجمة    ( قد يصل إلى 75سم) في بعض الحالات رغم بقاء حجم الوجه عاديا . ويكون شكل الجمجمة مثل الكمثرى المقلوبة . وجلد الرأس يكون مشدودا على سطح الجمجمة الكبيرة ، وتضطرب الحواس وخاصة البصر والسمع ، وتشاهد نوبات الصرع ، ويضطرب النمو والتوافق الحركي .
د – صغر الجمجمة :
وهذه الحالة ضعف عقلي ولادي ، تتميز بصغر حجم الرأس أو الجمجمة وصغر حجم المخ وقلة نموه . ولا يزيد مستوى الذكاء في هذه الحالات عن العته والبله .
ومن الخصائص المميزة صغر حجم الجمجمة وخاصة فوق الحاجبين والأذنين رغم نمو الوجه بالحجم الطبيعي ، ويميل الرأس إلى الشكل المخروطي ، يفيض جلد الرأس على العظم الذي يغطيه فيبدو مجعدا ، والنمو اللغوي مختلف والكلام غير واضح ، وقد تصاحب الحالة نوبات التشنج والصرع , ويكون النشاط الحركي زائدا وغير مستقر .
هـ- كبر الدماغ :
حالة ضعف عقلي تتميز بكبر محيط الجمجمة وزيادة حجم الدماغ  ويتراوح مستوى الضعف العقلي في هذه الحالة بين البله والعته . وهي حالة نادرة الحدوث .
ومن الخصائص المميزة لهذه الحالة كبر حجم الجمجمة عن المعتاد وخاصة فوق الحاجبين والأذنين رغم نمو الوجه بالحجم الطبيعي ، وعادة يصاب البصر ، وتحدث التشنجات .
و – حالات العامل الريزيسي في الدم :
حالة ضعف عقلي ترتبط باختلاف دم الأم عن دم الجنين من حيث العامل الريزيسي ، وهو أحد مكونات الدم ويتحدد وراثيا . فإذا كان العامل الريزيسي عند كل من الأم والأب سالبا أو موجبا فلا توجد مشكلة  أما إذا كان عند كل من الأم والأب مختلفا فهذا يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة وإلى اضطراب في توزيع الأكسجين ، وعدم نضج خلايا الدم ، وتدمير كرات الدم الحمراء عند الجنيني وبالتالي يؤثر هذا في تكوين المخ مما قد ينتج عنه تلف المخ والضعف العقلي وربما موت الجنين والاجهاض أو موته بعد ولادته بقليل .
ي – حالات البول الفينيلكيتوني :
وتنتج عن وجود الفنيلكيتون في الدم ، وعادة ما تكون نسبة الذكاء في هذه الحالات أقل من ( 50 وغالبا أقل من 25 ) . ومن مظاهر هذا المرض إلى جانب الضعف العقلي وجود أعراض عصبية مثل الرعشة والتشنج والصرع واضطراب الاتساق العضلي والتقلاب وتلون الجلد وكثرة العرق والرائحة الظاهرة للبول .ولذلك يجب فحص بول الوليد . وإذا اكتشف المرض يجب العلاج بوضع نظام غذائي خاص للطفل بمنع الفينيلالانين والأغذية التي تحتويه مثل اللبن .
ز – العته العائلي المظلم :
حالة ضعف عقلي نتيجة مرض في الجهاز العصبي يؤدي إلى الحالة بعد نمو قد يكون سويا خلال العام الأول من عمر الطفل . وهذه الحالة وراثية . وفيها تتأثر الخلايا العصبية فتنتفخ وتتورم وتمتلئ بالدهن  مما يؤدي إلى العمى والضعف العقلي حتى العته . وقد يصاحبها الشلل والتشنج والصرع وفقدان الضبط الانفعالي وتنتهي بالموت غالبا .


أسباب الضعف العقلي :
1 – الأسباب الوراثية :
وتحدث وراثة الضعف العقلي أما مباشرة عن طريق المورثات أو الجينات التي تحملها صبغيات أو كروموزومات الخلية التناسلية وفقا لقوانين الوراثة ، أو غير مباشرة ، فبدلا من أن تحمل الجينات ذكاء محدودا تحمل عيوبا تكوينية أو اضطرابا أو عيبا يترتب عليه تلف لأنسجة المخ أو تعويق نموه أو وظيفته كما في حالة المنغولية .
2 – الأسباب البيئية :
كالعدوى ( بالحصبة الألمانية أو الزهري ) أو إصابة الرأس ( أو جرحها ) والتهاب الدماغ والتهاب السحايا واضطراب الغدد الصماء أو نقص إفرازها ، واضطراب عملية تمثيل الغذاء ، والتسمم وتأثير الأشعة السينية ، واختلاف دم الأب والأم واختلاف دم الجنين عن دم الأم ، أو جرح الرأس بعد الولادة وتجمع السائل المخي الشوكي بتجاويف المخ ... إلخ (7) .
والأسباب البيئية هي العوامل المكتسبة التي توجد في أي مرحلة من مراحل النمو ( قبل الولادة ، أو أثناء الولادة ، أو بعد الولادة )وهي :
أ – قبل الولادة :
       إصابة الأم الحامل – خصوصا وهي في الشهر الأول من الحمل – بأمراض معدية كالحمى ( مثل الحصبة الألمانية أو التيفود ) ، أو اضطرابات في دم الجنين ، نتيجة لعدم توافق نوع دم الأم مع نوع دم الأب ، أو إصابة الأم بالحوادث أو تعرضها للأشعة السينية , أو تناول الأم الحامل على شرب الكحول أو تناول العقاقير ذات التأثير الجانبي الضار خاصة أثناء الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ، أو تناولها التدخين  إذ تنتقل آثاره السيئة إلى الجنين سواء أكانت الأم الحامل  مدخنة أو كان المحيطون بها هم المدخنون . أو تعرض الأم الحامل للأمراض المزمنة كمرض السكر وارتفاع ضغط الدم ، أو سوء تغذية الأم الحامل أو تعرضها للأخطار البيئية كالمواد الإشعاعية والأبخرة الكيماوية . كل ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات نضج خلايا مع الجنين ، وينتج عن هذا تشوهات خلقية وإعاقات عقلية مثل الإعاقة المنغولية ، وبالتالي نقص عقله .
ب – أثناء الولادة :
       مضاعفات الولادة مبكرا – قبل الأوان - والولادة العسرة ، أو النزيف أثناء الولادة ، أو اختناق الوليد نتيجة إلتفاف الحبل السري حول عنق المولود ، أو إصابة المولود باليرقان الشديد في الساعات الأولى بعد الولادة مثل تعرضه للبرد أو الحر الشديد .
ج – بعد الولادة :
       الإصابات ( خاصة إصابة الرأس الشديدة في سن مبكرة ) ، أو الالتهابات خاصة ( الالتهابات المخية والسحائية ) ، أو التشنجات الصرعية وغيرها والتي تؤدي بدورها إلى مضاعفات خطيرة لخلايا المخ أو تعرض الطفل لحوادث التسمم والاختناق ، أو تعرضه في مراحل العمر الأولى للإصابة بسوء التغذية الشديد والمزمن ، أو تعرضه لحوادث الطرق وحوادث السقوط التي تؤدي إلى نزيف وتهتك في أنسجة الجهاز العصبي المركزي ، أو الافتقار إلى مثيرات الإحساس البيئية ، أو إصابة الحواس الأساسية للنمو العقلي كالسمع والإبصار ... إلخ ، تاركة وراءها إعاقة عقلية تختلف درجاتها من حالة لأخرى (16) .
3 – الأسباب النفسية والاجتماعية المساعدة :
كالضعف الثقافي العائلي ، ونقص الدافعية والخبرات الملائمة للنمو العقلي السوي ، والحرمان البيئي ، والاضطراب الانفعالي المزمن في الطفولة المبكرة ، والاضطراب الذهاني ، والبيئة غير السعيدة والمستوى الاجتماعي الاقتصادي المنخفض ، والفقر والجهل والمرض .
أعراض الضعف العقلي :
1 – الأعراض العامة :
وتتلخص في تأخر النمو العام ، والقابلية والتعرض للإصابة بالأمراض وقصر متوسط طول العمر ، والعجز الجزئي أو الكلي عن كسب القوت وعن المحافظة على الحياة ، وقرب الرغبات من المستوى الغريزي ، وجمود ورتابة السلوك ، ونقص القدرة على ضبطه وتعديله حسب مقتضى الحال ، والسلوك العام طفلي .
2 – الأعراض الجسمية :
وتتلخص في بطء النمو الجسمي ، وصغر الحجم والوزن عن العادي ، ونقص حجم ووزن المخ عن المتوسط ، وتشوه شكل وتركيب وحجم الجمجمة ، والأذنين والعينين والفم والأسنان واللسان ، وتشوه الأطراف ، وبطء النمو الحركي ، وتأخر الحركة واضطرابها ، وضعف واضطراب النشاط الحسي .
3 – الأعراض العقلية المعرفية :
وتتلخص في بطء معدل النمو العقلي المعرفي ، ونقص نسبة الذكاء عن ( 70%) ، وعدم توافق وانسجام القدرات ، وضعف الكلام والذاكرة والانتباه والتركيز والإدراك والتعميم والتخيل والتصور والتفكير والفهم وضعف التحصيل ونقص المعلومات والخبرة .
4 – الأعراض الاجتماعية :
وتتلخص في صعوبة التوافق الاجتماعي ، واضطراب التفاعل الاجتماعي والجناح ونقص الميول والاهتمامات ، والانسحاب والعدوان ، وعدم تحمل المسئولية ومغايرة المعايير الاجتماعية ، واضطراب مفهوم الذات ، والميل إلى مشاركة الأصغر سنا في النشاط الاجتماعي .
5 – الأعراض الانفعالية :
وتتلخص في التقلب والاضطراب الانفعالي ، وسوء التوافق الانفعالي أو الاستقرار الانفعالي ،و الهدوء وسرعة التأثر ، وبطء الانفعال وغرابته ، وقرب ردود الأفعال من المستوى البدائي ، وعدم تحمل القلق والإحباط ، وعدم اكتمال نمو وتهذيب الانفعالات بصفة عامة
تشخيص الضعف العقلي :
1 – الفحص النفسي لتحديد نسبة ذكاء الطفل ( أقل من 70 ) ، ويلاحظ سلوكه العام ( غريب ، بدائي ) ، وقدرته على التعبير عن نفسه(ضعيفة )  ومحصوله اللغوي ( متأخر غير واضح ) ،وشخصيته ( غير ناضجة ) ، وتوافقه الانفعالي ( سيء ) ، ويستقصى عن وجود تلف المخ .
2 – التحصيل الأكاديمي والتقدم الدراسي : ويلاحظ فيه نقص نسبة التحصيل الدراسي وعدم النجاح في المدرسة ، ونقص القدرة على التعلم ونقص المعلومات العامة .
3 – الفحص الطبي والعصبي والمعملي : وفيه يفحص النمو الجسمي العام مع ملاحظة علامات الضعف العقلي الاكلينيكي ، والنمو الحركي ، وفحص قبل وأثناء وبعد الولادة ، وإجراء الفحوص المعملية للأمصال والبول والدم والسائل النخاعي الشوكي ووظائف الغدد الصماء وعمل الأشعة السينية للرأس ورسم المخ ... إلخ .
4 – البحث الاجتماعي : وفيه يؤخذ تاريخ واف للطفل ، وحالته وأسرته  ويدرس مستوى نضجه وتوافقه الاجتماعي ( متأخر وغير متوافق وأقل شعبيه ) ، ومدى اعتماده على الآخرين ، وحاجته إلى الإشراف في سلوكه الاجتماعي .
5 – التشخيص الفارق : يجب المقارنة بين الضعف العقلي وبين التأخر الدراسي ، والمرض العقلي ، والعاهات الحسية ، واضطرابات الكلام ... إلخ .
علاج الضعف العقلي :
1 – العلاج الوقائي :
       ويتم بتعقيم بعض ضعاف العقول ، والحد من الإنجاب والزواج بين الباقي ، وتجنب الالتهابات والإصابات لاسيما للأطفال .


2 – العلاج العضوي :
أ – بالوسائل الطبية اللازمة حسب الحالة والرعاية الصحية العامة :وخاصة حين يكون الضعف العقلي مصحوبا بأمراض جسمية ، وعلاج أي خلل في أعضاء الإحساس ، علاج حالات خلل إفراز الغدد الصماء ، وعلاج الأم والطفل في حالات استسقاء الدماغ ، واستخدام الأدوية المهدئة للتحكم في السلوك المضطرب والنشاط الزائد ، وتنمية الوعي الصحي واكتساب العادات الصحية السليمة .
ب – العلاج الجراحي ( مثل علاج حالات الاستسقاء الرأسي ) (18).
3 - العلاج النفسي :
ويشمل التوجيه والإرشاد للوالدين اللذين يعتبر مجرد معرفة أن طفلهما ضعيف العقل حقيقة مرة ومساعدتهما نفسيا في تحمل المشكلة والقيام بمسئولياتهما تجاهها وقائيا وعلاجيا ، وتعديل اتجاهاتهما نحو الطفل ، وعلاج ما قد يكون لدى الطفل من قلق وعدوان وسلوك جانح . وتنمية مفهوم موجب للذات ومساعدة الطفل على تقبل ذاته . وتعديل البيئة والمثيرات الاجتماعية وأوجه الترويح والنشاط المهني والعلاقات الاجتماعية بما يكفل تحقيق الأمن الانفعالي والتوافق النفسي السوي .
4 – العلاج الاجتماعي :
ويشمل رعاية النمو الاجتماعي سعيا لتحقيق التوافق الاجتماعي لضعاف العقول. ويتضمن ذلك الإشراف العلمي المتخصص على عملية التنشئة الاجتماعية حسب إمكانياته وقدراته ، وتعليمه وإكسابه المهارات اللازمة للقيام بالأعمال اليومية ، وتنمية ميوله وتهذيب أخلاقه ، والتدريب على السلوك الاجتماعي السوي المقبول ، وتصحيح أي سلوك خاطئ أو مضاد للمجتمع ومساعدته على المحافظة على حياته وحمايته من استغلال الآخرين ، وإيوائه إذا استدعى الأمر في إحدى المؤسسات الخاصة حسب حالته .
5 – العلاج التربوي :
ويشمل إعادة تربية الطفل بأساليب تربوية خاصة تمكن من استثمار ذكائه المحدود وطاقاته وإمكانياته بأفضل طريقة ممكنة وإلى أقصى حد ممكن وتعليمه المبادئ الأساسية البسيطة للمعرفة ، وإعداده مهنيا ومساعدته على القيام بأي عمل مفيد يكسب منه قوته بما يحقق له التوافق الاقتصادي (7).  
مآل الضعف العقلي :
       يستطيع ضعاف العقول القابلون للتعليم ( المأفونون ) إذا تلقوا الرعاية والتعليم والتدريب المناسب الحياة المفيدة المنتجة إذا عملوا أعمالا بسيطة روتينية تكرارية ، وقد يفوقون العاديين الذين لا يرحبون بمثل هذه الأعمال .
       أما بالنسبة لضعاف العقول القابلين للتدريب ( البلهاء ) فيمكن تدريبهم على العادات الروتينية الضرورية للحياة . ونسبة النجاح معهم متوسطة .
       أما المعنوهون فمآلهم غي حميد ، ويظلون عبئا على المجتمع طول حياتهم

xx
[تصفح أقسام المكتبة المجانية][grids]