التأخر الدراسي عند الأطفال

Underachievment
بعض
الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التحصيل الدراسي يعانون أيضا من مشاكل سلوكية
أو اضطرابات انفعالية ، وهؤلاء الأطفال مشكلتهم الرئيسية أنهم لا يستطيعون
الإستجابة في الدراسة العادية (21)
تعريف التأخر الدراسي :
حالة تأخر أو تخلف أو
نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي ، نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو
انفعالية ، بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط في حدود انحرافين
معياريين سالبين (7).
أنواع التخلف الدراسي :
1
– تأخر دراسي عام : يرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء
بين ( 70 – 85 ) .
2
– تأخر دراسي خاص : في مادة بعينها كالحساب مثلا ، ويرتبط
بنقص القدرة
أسباب التأخر الدراسي :
ترجع
حالات التأخر الدراسي إلى اشتراك عدد من العوامل المتداخلة التي تختلف في نوعها
وتأثيرها من تلميذ إلى آخر :
1 – الأسباب العقلية :
كالتأخر
في الذكاء ، أو التأخر في القدرة على القراءة بسبب عدم إتقان أسسها ، إذ أن
القراءة تدخل في كل العلوم المدرسية بمختلف أنواعها ، أو عوامل عقلية خاصة كالتأخر
في القدرة على التركيز . أو إحدى القدرات الخاصة التي يلزم وجودها بنسبة كبيرة
للتقدم في مادة دراسية معينة كالقدرة اللغوية أو القدرة الهندسية أو غير ذلك (21)
.
2– الأسباب الحيوية :
تأخر النمو ، ضعف البنية ، والتلف المخي
، وضعف الحواس مثل السمع والبصر ، والضعف الصحي العام وسوء التغذية والأنيميا ،
واضطراب الكلام ، والحالة السيئة للأم أثناء الحمل وإصابتها بأمراض خطيرة ، وظروف
الولادة العسرة .
3- الأسباب النفسية :
الضعف العقلي والغباء ونقص القدرات
العقلية ونقص الانتباه وضعف الذاكرة والنسيان ، والشعور بالنقص وضعف الثقة في
الذات ، والخجل ، والاستغراق في أحلام اليقظة ، واضطراب الحياة النفسية للتلميذ
وصحته النفسية والجو النفسي المضطرب وسوء التوافق العام ، والمشكلات الانفعالية
والإحباط وعدم الاتزان الانفعالي والقلق والاضطراب العصبي ، وكراهية مادة دراسية
معينة أو أكثر ، وعدم تنظيم مواعيد النوم ، والاضطراب الانفعالي للوالدين ، مما
يمنع الطفل في الانتظام في الدراسة ويؤدي إلى ضعف التركيز ، أو كراهية التلميذ
لمادة معينة لارتباطها في ذهنه بموقف مؤلم من جانب المدرس أو الزملاء ، كما يتمثل
في مواقف الطموح الزائد الذي يجعل التلميذ يضيق بموقف النقد أو اللوم .
4- الأسباب الاجتماعية :
الانخفاض الشديد للمستوى الاجتماعي
والاقتصادي واضطراب الظروف الاقتصادية ، وانخفاض المستوى التعليمي للوالدين ، وكبر
حجم الأسرة والظروف السكنية السيئة ، وسوء التوافق الأسري والعلاقات الأسرية
المفككة ، وأسلوب التربية الخاطئ ، والقلق على التحصيل وارتفاع مستوى الطموح بما
لا يتناسب مع قدرات التلميذ ، واللامبالاة وعدم الاهتمام بالتحصيل .
5– أسباب جسمية :
كإصابة
الطفل ببعض الأمراض الجسمية ، كالأنيميا ، ونزلات البرد والصداع المتكرر ،
والطفيليات مثل الأنكلستوما ... وإصابته ببعض عاهات الجسم ( كحالات ضعف السمع الكلي
– الصمم - أو الجزئي ، فلا يسمع التلميذ
شرح المدرس ، وحالات ضعف النظر ، وطوله أو قصره ، يسبب للتلميذ صداعا وزغللة ،
وعمى الألوان ) ... وكذلك إصابة الطفل ببعض الأمراض المزمنة ( التي تصيب القلب ،
والصدر ، والمعدة ، وضعف العضلات ... إلخ من أسباب تؤدي إلى تغيب التلميذ لفترات
طويلة عن الدراسة (21) .
5- أسباب أخرى :
نقص أو انعدام الإرشاد التربوي ، وسوء
التوافق المدرسي ، وبعد المواد الدراسية عن الواقع . وعدم مناسبة المناهج وطرق
التدريس ، وعدم مناسبة المناخ المدرسي العام ، وعدم ملائمة نظم الامتحانات ، وقلة
الاهتمام بالدراسة وعدم المواظبة وكثرة الغياب والهروب ، وضعف الدافعية ونقص
المثابرة وعدم بذل الجهد الكافي في التحصيل ، والاعتماد الزائد على الغير مثل
الوالدين والدروس الخصوصية ، والحرمان الثقافي العام . (33 )
أعراض التأخر الدراسي :
يمكن تلخيص التأخر
الدراسي فيما يلي :
1- الأعراض الجسمية : الإجهاد
والتوتر والحركات واللازمات الحركية
2-
الأعراض العقلية المعرفية : نقص الذكاء ( أقل من المتوسط ) أو
الضعف العقلي ، وتشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز ، وضعف الذاكرة ، وهروب
الأفكار ، واضطراب الفهم ، وضعف التحصيل ، ( بصفة عامة دون المتوسط ، وفي مواد خاصة
ضعيفة ) ، وقلة الاهتمام بالدراسة والغياب المتكرر من المدرسة والتسرب .
3-
الأعراض الانفعالية : اضطراب العاطفة ، والقلق ، وعدم الأمن
، والخمول ، والبلادة ، والاكتئاب العابر ، وعدم الثبات الانفعالي ، والشعور
بالذنب ، والشعور بالنقص ، والغيرة ، والحقد ، والخجل ، والاستغراق في أحلام
اليقظة ، وشرود الذهن ، وخواف المدرسة .
4- الأعراض الاجتماعية :
وأهمها الفشل والنجاح .
تشخيص التأخر الدراسي :
ويمكن تلخيص أهم
خطوات تشخيص التأخر الدراسي فيما يلي :
1-
يقوم به الأخصائي النفسي والمدرس والأخصائي الاجتماعي بمعاونة الوالدين للإلمام
بالموقف الكلي للتلميذ المتأخر دراسيا .
2-
دراسة المشكلة وتاريخها التربوي والعلاقات الشخصية والتاريخ النفسي الجسمي للتلميذ
.
3-
دراسة المستوى التحصيلي والاستعدادات والميول باستخدام الاختبارات المقننة .
4- دراسة اتجاهات التلميذ نحو المدرسين
ونحو المواد الدراسية .
5-
دراسة شخصية التلميذ والعوامل المختلفة المؤثرة مثل ضعف الثقة في النفس والخمول
وكراهية المادة الدراسية ..الخ .
6-
دراسة الصحة العامة للتلميذ وحواسه مثل السمع والبصر والأمراض مثل الأنيميا
والأمراض الأخرى .
7-
دراسة العوامل البيئية مثل تنقل التلميذ من مدرسة لأخرى ، وكثرة الغياب والهروب ،
وعدم شعور التلميذ بقيمة الدراسة ، وتنقلات المدرسين وعدم ملائمة المواد الدراسية
، وطرق التدريس ، والجو المدرسي العام ، وعلاقة التلميذ بوالديه ، والجو الأسري
العام .
علاج التأخر الدراسي :
يتعاون في علاج التأخر الدراسي كل من
الأخصائي النفسي والمرشد النفسي والمدرس والأخصائي الاجتماعي والطبيب والوالدين ،
وذلك بهدف المحافظة على مستوى التحصيل وتحسينه والحماية من زيادة التأخر .
1 - العلاج الطبي :
العلاج الجسمي العام ، وتصحيح أوجه
القصور الحسي مثل ضعف البصر والسمع ، وعلاج الأمراض التي تؤثر على الصحة العامة
للتلميذ .
2 – العلاج النفسي :
إقامة علاقة علاجية بين التلميذ
والأخصائي في جو علاجي سليم ولعلاج النفسي
العام ، والإرشاد النفسي ، وإرشاد الوالدين تجنب أسباب التأخر ، ومحو الأعراض ،
وتعديل الأسباب النفيسة ، وتنمية القدرات والمهارات ، وتنمية بصيرة التلميذ وتشجيع
التعديل الذاتي للسلوك .
3 – العلاج التربوي والمهني :
بتوجيه العناية الفردية اللازمة للتلميذ
المتأخر دراسيا مع إعطاء تمرينات علاجية في فصول علاجية خاصة أحيانا ، والاهتمام
بالقدرات والمهارات الأساسية بما يمكن التلميذ المتأخر من اللحاق بزملائه ، وتنمية
الدافع للتحصيل الدراسي ، وتحسين مستوى التوافق المدرسي .
4 – العلاج الاجتماعي :
تحسين مستوى التوافق الأسري والاجتماعي
بصفة عامة ، والتعاون بين الأسرة والمدرسة لعلاج الحالة .
xx |