اضطرابات سلس البول ( التبول اللاإرادي )

تعريف :
هو حالات التبول ليلا ، وعدم القدرة على التحكم فيها ، وتنتشر خصوصا عند صغار السن ... وتعتبر حالات طبيعية عند الأطفال دون الثالثة من العمر ، وبعد هذه السن يفترض الطب وجود حالة مرضية مسببة لهذا العرض (7).
       ويختلف ضبط الجهاز البولي من طفل لآخر ، فبعضهم قد يتمكن من ضبط نفسه في أواخر العام الأول من عمره ، وبعضهم قد يصل إلى ذلك في نهاية العام الثالث ، ولكن أغلب الأطفال يتحكمون في عملية التبول في أوائل العام الثالث أو منتصفه ، ولكن نسبة لا يستهان بها من الأطفال يتعذر عليهم ضبط عملية التبول وخصوصا في أثناء الليل حتى سن السابعة أو الثامنة ، وأحيانا حتى سن الخامسة عشرة من العمر وأكبر ... وهي حالات نادرة .
       وفي الحقيقة أن التبول اللاإرادي مشكلة نفسية ، يشترك فيها طرفان :
* الطرف الأول : أهل شديدو الاهتمام بطفلهم ، وأن ترجموا هذا الاهتمام إلى توبيخ وتقريع .
* الطرف الثاني : طفل يصيبه هذا التوبيخ بالعناد أو يفقده ثقته بنفسه ، فيستمر في هذه العادة المستحكمة ، وتنشأ حلقة مفرغة لا يقطعها إلا هدوء نفسيه الأهل وتبصرهم (21) .
أسباب سلس البول ( التبول اللاإرادي ):
وفيما يلي أهم أسباب سلس البول ( التبول اللاإردي ):
1 – أسباب عضوية  :
أ – التهابات بحوض الكلى أو الحالب أو المثانة أو وجود حصوات بها .
ب – التهابات المستقيم .
ج – مرض السكر .
د – الطفيليات كالإكسيورس والأنكلستوما والبلهارسيا .
هـ - تضخم اللوزتين والزوائد الأنفية يؤدي إلى صعوبة في التنفس ، فترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم ، فيكون النوم عميقا جدا ، فلا يشعر الطفل بحاجته إلى القيام للتبول .
و – عدم إلتئام الجزء الأسفل من العمود الفقري في أثناء تكوين الجنين ، وهذه حالات نادرة لا تزيد نسبتها عن (1%).
2– أسباب نفسية :
أ – محاولة الطفل جذب اهتمام الوالدين إليه ، وخصوصا عند وصول ضيف جديد ( المولود الجديد ) .
ب – محاولة الطفل إثارة أبيه وأمه اللذين يميلان إلى السيطرة والتحكم في تصرفاته ، فيجد لذة لاشعورية عندما يقوم بممارسة هذه اللعبة المسلية التي يتضايق منها هذا النوع من اللوالدين .
ج – عقب شفاء الطفل من مرض  ، كان في أثنائه محور اهتمام أهله ، فعندما يشعر الطفل باختفاء موجه الاهتمام بعد شفائه يسعى لاكتسابها من جديد بشتى الوسائل ومنها التبول اللاإرادي .
د – فقد الشعور بالأمن ، فتصبح حياة الطفل قلقة وتظهر مع التبول حالات التهتهة والجبن وضعف الثقة بالنفس والميل إلى التخريب ونوبات الغضب .
هـ - إعتماد الطفل على أمه وحاجته للالتجاء إليها ، يجعل من التبول حيلة لاشعورية ، تساعد الطفل على تحقيق ما تعوده من اهتمام أمه الشديد بجميع طلباته (21) .
3 - أسباب وعوامل المساعدة :
أ – عدم إتاحة فرصة كافية للتمرين على التبول .
ب – وجود دورة المياة خارج المنزل أو في دور أسفل ، فلا يتشجع الطفل على الانتقال إليها في الليالي الباردة شتاء ، تبدأ معه عادة التبول اللاإرادي ومتى بدأت العادة تمكنت منه .
ج – النوم العميق ك لوحظ أن بعض الأطفال الذين ينامون نوما عميقا يتبولون في أثناء نومهم ، ولكن هذا عامل أساسي في حالات نادرة .
د – الوراثة : وجد أنه في حوالي (80%) من حالات التبول اللاإرادي يكون أحد الوالدين مصابا باضطراب نفسي ، ولكن هذا لا يدل بتاتا على أن التبول اللاإرادي شيء يورث ، ولكن تنتشر هذه العادة في بعض العائلات .(21)
علاج سلس البول ( التبول اللاإرادي ):
وعادة ما يبدأ المعالج بتنظيم حياة المريض ، فيمنعه من تعاطي السوائل ، أو الأطعمة السائلة بعد غروب الشمس ، وينصحه بالاستيقاظ مرة أو أكثر أثناء الليل بواسطة منبه أو بمساعدة أحد الأقرباء ، وكثيرا ما ينجح هذا الأسلوب ويكون بداية إلى طريق الشفاء .
وإذا لم تستجب الحالة ولم تتحسن يبدأ المعالج في عمل فحوص اكلينيكية وتحاليل وصور أشعة للجهاز البولي عند الذكور ، أو التناسلي عند الإناث ، وغالبا ما يكون هذا الفحص الكامل للحالات التي تشكو من سلس البول حتى سن متقدمة ، أي بعد سن المراهقة ...
ولذلك ينصح المعالج بأن يشمل الفحص الجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي لمعرفة حالة اللوزتين وللكشف عن وجود ديدان بالأمعاء وغير ذلك من أمراض تكون بعيدة عن حسابات المريض والمعالج .
وينصح المعالج دائما بعدم السخرية أو الاستهزاء من المصاب وعدم اللجوء إلى التأنيب أو العقاب ، وخصوصا في الأطفال ، لأن المؤكد أن هذا الأسلوب ٍيزيد الحالة سوءا ، والأفضل من ذلك هو تشجيع الطفل بجائزة أو هدية أو بكلمة رقيقة كلما استيقظ وفراشه غير مبتل مع استعمال عادة تنظيم حياته ، وغالبا ما يستجيب الطفل لحنان ودفء الوالدين ، ويكون للكلمة فعل السحر .
وبالنسبة للكبار يجب الاهتمام بتحسين الصحة العامة مع استعمال القليل من الأدوية التي تخفف الاضطراب النفسي الذي يسبب هذه الأعراض .
والمهم في ذلك كله أن حالة سلسي البول هي دائما عرض لمرض عضوي آخر أو لاضطراب نفسي ... ودائما يشفى المريض بالعلاج (24)

       وأخيرا يجب ألا يعير الوالدان الاهتمام بظاهرة التبول اللاإرادي حتى سن الثالثة ، ولكن بعد هذه السن وخصوصا في سن الرابعة والخامسة يجب الاهتمام والالتجاء إلى المشورة الطبية النفسية للعلاج .
xx
[تصفح أقسام المكتبة المجانية][grids]