أشكال الاضطرابات النفسية الجسمية وعلاجها

1 – اضطرابات الجهاز الدوري ( هي التي تحدث في القلب والدورة الدموية ) وأهمها :
أ – الذبحة الصدرية : وهي عبارة عن تقلص في الشرايين التاجية يعوق سير الدم فيها مؤقتا ، وينتج عن ذلك نقص في تغذية عضلات القلب ن مما يسبب نقصا في الأكسجين اللازم لتمثيلها الغذائي ، ويتبع ذلك حدوث آلام في الصدر .
ب – عصاب القلب : ويعبر عن مجموعة أعراض نفسية المنشأ مجملها اضطراب عمل القلب ، وأعراضه الخفقان واللغط وعدم الانتظام والألم وتشنج القلب ، وقصر التنفس والتعب لأقل مجهود ، ويصاحبه خواف الموت.
ج – ارتفاع ضغط الدم : يلاحظ أن العصاب العارض يؤدي إلى ارتفاع عارض في ضغط الدم . كذلك يؤدي الغضب المزمن إلى ارتفاع مستمر في ضغط الدم . واستمرار ارتفاع ضغط الدم يضع عبئا ثقيلا على الأوعية الدموية قد يؤدي إلى نزيف في المخ وجهد زائد على القلب .
د – انخفاض ضغط الدم : ويصاحبه الإنهاك والعزوف عن أي عمل مرهق والرغبة في النوم .
هـ- الإغماء : حيث يفقد المريض وعيه عندما يحدث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم .


2 – اضطرابات الجهاز التنفسي : وأهمها
أ – الربو الشعبي : ويطلق عليه أحيانا اسم الربو العصبي ، ويشاهد فيه صعوبة التنفس نتيجة لتقلص الشعيبات وتورم أغشيتها المخاطية وزيادة إفراز الغدد المخاطية القصبية والشعور بالضغط على القفص الصدري وضيق الصدر والنهجان وصعوبة مرور الهواء إلى ومن الرئتين . وتحدث النوبات عادة عقب أحداث انفعالية .
ب – ومنها أيضا التهاب مخاطية الأنف .
3 – اضطرابات الجهاز الهضمي : وأهمها :
أ – قرحة المعدة أو القرحة الهضمية : يلاحظ أن القلق الوقتي يؤدي إلى اضطراب معدي مؤقت . كذلك يؤدي القلق المزمن إلى قرحة المعدة .
ب – التهاب المعدة المزمن : ويشمل أعراضا معدية مختلفة مثل عسر الهضم والتجشؤ أو الجشاء ، وإخراج الغازات بكثرة ، وقرقرة الأمعاء وآلام البطن .
ج – التهاب القولون : ويشاهد فيه تناوب الإسهال والإمساك والتقلصات أو المغص وامتلاء البطن بالغازات ووجود المخاط في البراز .
د – فقد الشهية العصبي ( الخلفة ) : ويشاهد فيه رفض الطعام وعدم الرغبة فيه ، وعدم الإقبال عليه ، وما يصاحب ذلك من نحافة ونقص الوزن ، وجفاف الجلد ، وبرودة الأطراف ... إلخ . وقد يحدث نتيجة اضطراب الغدد ، وقد يكون رد فعل لخواف السمنة . وفي الحالات الشديدة من فقد الشهية العصبي تظهر أعراض مصاحبة مثل انقطاع الحيض ، وغياب الرغبة الجنسية ، والهزال ، وتشاهد بعض الاضطرابات السلوكية .
هـ- الشراهة : وشراهة الأكل تكون في الغالب نتيجة لرغبة جارفة وحاجة ملحة للحب ولتملك موضوع الحب .
و – التقيؤ العصبي : يشاهد الغثيان والتقيؤ العصبي يرتبط غالبا بالشعور بالذنب ، وكرمز لرفض الحمل أو مقاومة الرغبة في الحمل .
ز – ومنها أيضا : الإمساك المزمن والإسهال .
4 – اضطرابات الجهاز الغددي : وأهمها :
أ – مرض السكر : حيث يضطرب التمثيل الغذائي ، ويرتفع مستواه في البول والدم نتيجة القلق والتوتر والضغط الانفعالي .
ب – البدانة ( السمنة المفرطة ) ، حيث يزيد الشحم في الجسم ويزيد وزو الجسم ( 25 % ) عن وزنه المعياري . ويقول البعض أن الشخص البدين يعاني من الحرمان ، ويكون لديه حاجة للحب والعطف والأمن وتقدير الذات ، يشبعها ويعوضها رمزيا بالأكل .
ج – التسمم الدرقي ( فرط إفراز الدرقية ) : حيث تتضخم الغدة الدرقية ويزيد إفراز هرمون الثيروكسين ويفقد المريض وزنه ، ويصبح متوترا عصبيا وتجحظ عيناه ، ويبدو شكله كما لو كان منزعجا . والحقيقة أن تسمم الغدة الدرقية يتأثر باضطراب الغدة النخامية ، وهي تفرز ضمن ما تفرز هرمونين ينشط أحدهما إفراز الثيروكسين والثاني يزيد من كمية الشحم خلف العينين وبذلك تبرز العينان إلى الأمام ( جحوظ العينين ) .


5 – اضطرابات الجهاز التناسلي : وأهمها :
أ – العنة ( الضعف الجنسي عند الرجل ) : ولها عدة أشكال منها : عدم القدرة على الانتصاب نهائيا مع عدم وجود ميل للجماع ، وفشل جزئي للانتصاب مع ميل جزئي للجماع ، وفشل دوري للانتصاب مصحوب بشهوة محدودة ، وزوال الانتصاب بعد الإيلاج وعدم إتمام العملية الجنسية ، والعجز عن أداء العملية الجنسية مع أنثى دون أخرى .
ب – القذف المبكر : أو الإنزال السريع جدا بعد بداية الجماع في حدود ثوان ، بحيث يسبق انتعاظ المرأة مما يؤدي إلى سوء توافق الحياة الجنسية .
ج – القذف المعوق أو الإنزال البطئ جدا أو التأخر .
د – البرود الجنسي ( عند المرأة ) : وهو إعراض المرأة عن العملية الجنسية أو نفورها منها أو نقص أو عدم الاستجابة الجنسية ، وسلبية المرأة وعدم تجاوبها أثناء العملية الجنسية ، أو عدم القدرة على الوصول إلى الهزة الجنسية الأخيرة ، وهو باختصار غياب الجانب الجنسي للحب عند المرأة .
هـ- تشنج المهبل : أي التقلص اللاإرادي في عضلات المهبل ، مما يجعل العملية الجنسية صعبة أو مستحيلة ، وهذا يعبر عن النفور من الجماع وتجنبه .
و- اضطراب الحيض : ويكون ذلك في شكل عسر الحيض ، وتوقفه وعدم انتظامه أو انقطاعه ، ويسبقه التوتر النفسي والتهيج والاكتئاب والأرق ، ويصاحبه الألم والغثيان والقيء والتعب الجسمي العام .
ي – العقم : وهو في نفس الوقت يعتبر سببا مهيئا ومرسبا للأمراض النفسية ، ويبعث على الشعور بالنقص وعدم الكفاية ، وقد يستتبعه الضعف الجنسي وخيبة الأمل والشعور بالحرمان من غريزة الوالدية .
ع – ومنها أيضا : الإجهاض المتكرر .
6 – اضطرابات الجهاز البولي : وأهمها :
أ- احتباس البول .
ب – كثرة مرات التبول .
ج – سلس البول ( البوال ) .
7 – اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي : وأهمها :
أ – آلام الظهر : وتكون غالبا في أسفل العمود الفقري . وتظهر الآلام بصفة خاصة أثناء العمل والضغط والإجهاد الانفعالي .
ب – التهاب المفاصل الروماتزمي : وأهم أعراضه ألم المفاصل وتورمها وصعوبة الحركة . ويشاهد أكثر لدى الإناث .
ج – اضطرابات الجلد : وأهمها :
- الشرى ( أرتيكاريا ) وهي عبارة عن طفح جلدي بشكل بثور ناتئة بسبب حكاكا قد يكون شديدا . ويقال أنها تمثل رمزيا البكاء المكبوت .
- التهاب الجلد العصبي : ويقال أنه يرتبط بالرغبة الجنسية المكبوتة .
- الحكاك ( الحكة ) أو الهرش ، ويعتبرها الكثيرون تعبيرا عن العدوان المكبوت والتوتر النفسي ، والدافع الجنسي ، وتعبر عن عقاب الذات كاستجابة للشعور بالذنب .
- الأكزيما العصبية وهي مناطق جلدية بها هرش شديد وتظهر غالبا في الرقبة وحول الحاجب وأعلى الصدر والأعضاء التناسلية .
- سقوط الشعر ( الثعلبة ) ، ويكون محدودا أو قد يشمل كل الرأس .
- فرط العرق ، ويكون العرق غزيرا عادة في الكفين وبطن القدمين وتكون الأطراف باردة . 
8 – اضطرابات في الجهاز العصبي : وأهمها :
أ – الصداع النصفي ( الشقيقة ) : يؤدي التوتر الانفعالي الزائد الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في المخ إلى الصداع . ويحدث أكثر لدى الإناث .
ب – إحساس الأطراف الكاذب : ويحس به مقطوعو الأطراف . وتعبر هذه الظاهرة عن بقاء صورة الجسم الأصلية بعد فقد طرف من الأطراف أو عضو من أعضاء الجسم . وفي الوضع العادي يبدأ إحساس الأطراف الكاذب في الزوال مع الوقت حين يتوافق المريض وتتكون صورة جديدة للجسم .
علاج الاضطرابات النفسية الجسمية :
       من الضروري الجمع بين العلاج الطبي والعلاج النفسي لعلاج الاضطرابات النفسية الجسمية ،وفيما يلي معالم علاج هذه الاضطرابات:
1 – العلاج النفسي الممركز على سبب المرض والذي يتناول النواحي الانفعالية وحل مشكلات الشخصية وإزالة العقبات وحل الصراعات الانفعالية والتنفيس الانفعالي لإزالة القلق المزمن وإعادة الثقة في النفس وتنمية البصيرة وتنمية الشخصية نحو النضج الانفعالي بصفة خاصة . والعلاج النفسي التدعيمي المرن الذي يهدف إلى تعديل نمط حياة المريض ونصح المريض بتجنب مواقف الانفعال الشديد والإجهاد العقلي المتواصل ، وأن يأخذ الحياة هونا . والعلاج النفسي الجماعي مع الحالات المتشابهة الأعراض مثل السمنة والقرحة ... إلخ . أما الاضطرابات الجنسية مثل العنة والبرود الجنسي ... إلخ ، فهي تحتاج إلى علاج نفسي فردي . وعلاج الشرح والتفسير لشرح العلاقة بين الانفعال ورد الفعل الفسيولوجي . وإعادة تعليم المريض بخصوص الأفكار الخاطئة . وقد يستعان بالتنويم الإيحائي كما في حالات الربو والتهاب الجلد والتهاب القولون .
2 – الإرشاد النفسي للمريض والأسرة وإرشاد الأزواج .
3 – العلاج السلوكي كما في حالات فقد الشهية العصبي والبدانة مثلا .
4 – العلاج البيئي لتخفيف الضغوط على المريض في الأسرة والعمل والجماعة ولتحسين حياة المريض بتعديل ظروفها . والعلاج بالعمل .
5 – وفي حالة وجود الاضطراب النفسي الجسمي لدى الأطفال يوجه العلاج النفسي إلى الوالدين وخاصة الأم . وقد يستدعي الحال علاج الأسرة كلها في بعض الحالات .

6 – العلاج الطبي لعلاج الأعراض الجسمية . ففي حالة القرحة يتبع المريض نظاما معينا للأكل ويتناول الأدوية اللازمة . وفي حالة البدانة يستعان بالأدوية وتنظيم الغذاء ، وتستخدم المسكنات والمهدئات للتخلص من التوتر والقلق . وقد يستدعي الأمر التدخل الجراحي في بعض الحالات كما في حالات القرحة مثلا . ويستعين بعض المعالجين بالدواء الوهمي Placebo (7).
xx
[تصفح أقسام المكتبة المجانية][grids]