الفروق السيكولوجية الجوهرية بين كل من العصاب والذهان

الفروق السيكولوجية الجوهرية بين كل من العصاب والذهان مع التوضيح
بالأمثلة :
|
المرض النفسي( العصاب )
|
المرض العقلي ( الذهان)
|
من حيث الشخصية
|
تظل
الشخصية في المرض النفسي متماسكة وسليمة ، ويشترك جزء من هذه الشخصية في النزاع
أو قد تتغيير هذه الشخصية تغيرا جزئيا كميا ، وهذا ما نراه واضحا في الهستيريا
الإنشقاقية ، حيث يحدث انشقاق مؤقت في السلوك العادي ، ويظهر الإزدواج في
الشخصية والتعدد .
|
أما
إذا نظرنا إلى المرض العقلي ، فنجد أن شخصية المريض مفككة ومشوهة ومنغمسة كلها
في النزاع ، وتتغير تغيرا جذريا ، وهذا
التغير يكون كميا شديدا أو تغيرا كيفيا ملحوظا إلى أسوأ أو تفككا ، ويصبح المريض
غريبا عما كان يعرف قبل المرض ، حتى أنه يصبح مغتربا عن ذاته ، وهذا ما يعرف
باختلال الأنية ، واضطراب الكيان الإنساني ، وهو ما يميز مرضى الفصام .
|
من حيث الإتصال بالواقع
|
إن
المريض النفسي تظل صلته بالواقع سليمة نسبيا ، ولا يفقد صلته به ، على الأقل م
الناحية الشكلية ، أي أنه يظل على علاقته بالآخرين ، وعلى اتصاله الدائم بهم ،
ومن هؤلاء المرضى ، مرضى الرهاب
( المخاوف المرضية ) ، إذ أنهم يسقطون مخاوفهم الداخلية على العالم
الخارجي ، وهذا دليلا على اتصالهم بالواقع وأهمية هذا الواقع بالنسبة لهم .
|
أن
المريض العقلي تضطرب صلته بالواقع اضطرابا تاما وبالغا ، إذ أن عالم الواقع يصبح
عالما غريبا عنه ، حيث يسحب المريض كل ضاقته الليبيدية من هذا الواقع ( العالم
الخارجي ) ومن الآخرين ويستثمرها في الذات ، وهذا ما نطلق عليه الذاتوية Autism
، ونجدها لدى مرضى البارانويا ، والفصام البارانوي ، نظرا لتضخم الذات لديهم .
|
من حيث المظهر العام
|
يحافظ
المريض على مظهره
|
يتدهور
المظهر العام عادة
|
من حيث السلوك العام
|
يظل
في حدود الطبيعي ، أو تظهر فيه بعض الغرابة المعقولة
|
قد
تظهر تصرفات بدائية ( كالتبول والتبرز على ملابسه ) ( نتيجة لعملية النكوص
الشديد لاسيما في الحالات المتأخرة )
|
من حيث الكلام
|
لا
يتغير تغيرا ملحوظا
|
قد
يتشتت الكلام ، وقد ينعدم أو يصبح لغة جديدة خاصة بالمريض
|
من حيث التفكير
|
يعتبر
التفكير لدى المريض النفسي إلى حد ما سليما ، وغذا اضطرب هذا التفكير فإنها تكون
حالات نادرة ، ولو نظرنا إلى محتوى التفكير لدى المريض النفسي ، يظهر في صورة
وساوس وانشغال ، ونجد هذه الوساوس بوضوح
لدى مرضى الوسواس القهري .
|
يعتبر
التفكير لدى المريض العقلي واضح وشديد ، ومضطربا تماما وخاصة لدى الفصاميين ،
حيث أننا نجد أن التعبير عن التفكير يظهر على هيئة عدم الترابط بين الأفكار ، أي
تطاير الأفكار ، وكذلك صعوبة المعنى بسهولة والدخول في تفاصيل تافهة ، وبالنسبة
لاضطراب مجرى التفكير فيظهر في صورة توقف التفكير أثناء محادثته ثم يبدأ الكلام
في موضوع آخر أو قد يكون ضغط الأفكار ، حيث يشكو المريض من إزدحام رأسه بأفكار متعدة ، لكنه يعجز عن
التعبير عنها ، ويظن أن الغير لا يفهمه ن وبالنسبة لاضطراب التحكم في التفكير ،
فيعبر عن نفسه بسحب الأفكار أو إدخال الأفكار ، أو إذاعة وقراءة الأفكار ،
وبالنسبة لمحتوى التفكير فنجد المريض العقلي يقع أسيرا لضلالته ومنها ضلالات
الاضطهاد وضلالات العدمية ... إلخ وتوجد أيضا مثل هذه الضلالات لدى مرضى
الاكتئاب الذهاني .
|
من حيث الهلاوس
|
لا
توجد ( أو نادرا جدا ومؤقتة )
|
موجودة
بأنواعها
|
من حيث الوجدان
|
فإنه
لدى المريض النفسي غير مضطؤب وعادي ، وإن تغير فإن تغيره خفيفا ، ويحتفظ بطابعه
العادي ، لكننا نجد هذا التغير في كل من الاكتئاب التفاعلي وكذلك القلق
|
فإنه
لدى المريض العقلي مضطربا بصورة بالغة ، فمن حيث قوة الإنفعال فإننا نجد التأخر
في الاستجابة الانفعالية ثم تبلد الانفعال وبعدها يصبح المريض في حالة تجمد
إنفعالي Blunting ، ويظهر فيما بعد عدم التناسب الإنفعالي .
أما بالنسبة لشكل الانفعال فتكون هناك الذبذبات الانفعالية المستمرة والمتكررة ،
ثم ياتي بعد ذلك عدم التجاوب الانفعالي ، حيث يصعب على المرضى إيجاد نوع من الألفة
مع الآخرين ، وهذا كله ما يميز مرضى الاكتئاب الذهاني وكذلك الهوس ، إذ أن هذه
الأمراض هي اضطراب في الوجدان بالدرجة الأولى .
|
من حيث الاستبصار
|
نجد
المريض النفسي يكون مستبصرا بمرضه وذلك لأنه يأتي إلا الطبيب المعالج يشكو من
مشكلة معينة أو معاناه يريد التخلص منها ... أي يحس بأن هناك تغير مفاجئ ، جعله
يحس بأنه ليس كما كان في السابق . ومن أمثلة هؤلاء المرضى ، مرضى الوسواس القهري
، الذين يعانون من فكرة معينة أو طقس معين يسيطر عليهم ، ويحيل حياتهم إلى جحيم
، مع ان المريض يعرف جيدا أن ما يقوم به هو شيء تافهة في حد ذاته ....
|
نجد
المريض العقلي غير مستبصر ، وذلك إذا ما سألناه مما يشكو ؟ فإنه يجيب بأنه لا
يعاني من شيء ، وهو ليس بمريض ، وهذا يدل على أنه غير مستبصر بمرضه .. وهذا ما
يميز مرضى الفصام .
|
من حيث محتوى الشعور
|
لا
يظهر في سلوك المريض بصورة واضحة ، ولكنه يؤثر على تصرفاته بطريق غير مباشر
لاستمرار الكبت والمقاومة .
|
قد
يظهر بصورته الشاذة في سلوك المريض ، لانتفاء الكبت والمقاومة .
|
من حيث الإدراك
|
بالنسبة
للمريض النفسي فإن الإدراك يكون عاديا ولا توجد أية أوهام أو خداعات أو أي
هلوسات ، وهذا ينطبق على كل الأمراض النفسية .
|
بالنسبة
للمريض العقلي تظهر لديه الهلوسات والخداعات وكذلك الأوهام ، حيث تظهر في معظم
الأمراض العقلية كالاكتئاب الذهاني والبارانويا ، فنجد الهلاوس المرئية والشمية Tactile
والسمعية والبصرية ... إلخ ، وإذا لم يصرح المريض بذلك فإننا نستدل على هذه
الهلوسات من خلال الحديث معه أو الشكوى .
|
من حيث الإرادة
|
نجد
أن المرضى النفسيين غير مسلوبي الإرادة تماما ، وذلك لأننا نقصد بهذه الإرادة هي
مقدرة الفرد على اتخاذ قرار معين ( ونحن نعرف جيدا أن الإنسان هو صانع قرار نفسه
) فقد يكون هنالك اضطراب إلى حد ما في هذه الإرادة وهي ما تعبر عن نفسها في صورة
تردد مثل مرضى الوسواس القهري وأصحاب الشخصية الوسواسية .
|
لكن
الإرادة في المرض العقلي تكون مسلوبة تماما ، وتكون هنالك السلبية المطلقة في
التصرفات ، واضطراب الإرادة موجود لدى معظم الأمراض العقلية عامة ، والفصام بشكل
خاص .
|
من حيث الدفاعات
(الحيل الدفاعية)
|
فنجد
في المريض النفسي أن الدفاعات بأنواعها تعمل بوضوح ، وأن كل مرض نفسي له ميكنزم
رئيسي ، ونجد أن الكبت يكون نشطا ، فلا يظهر محتوى اللاشعور بطريق مباشر ، وذلك
لاستمرار الكبت والمقاومة ، وهذا ما ينطبق على معظم الأمراض النفسية .
|
أما
في الذهان فنجد أن الدفاعات محطمة تماما ، فتضعف علميات الكبت ، ويتقبل الأنا الرغبات
المكبوتة دون نقد ، ويظهر محتوى اللاشعور في سلوك المريض ، ونجد أن النكوص يكون
شديدا ، وقد يصل إلى المستوى الطفلي أو البدائي من العمر .
|
من حيث العلاج
|
فإننا
نجد أن المرض النفسي لا يحتاج إلى إيداع المريض بمستشفى الأمراض النفسية ، ويكون
العلاج النفسي على وجه التقريب هو العلاج الفعال ، وهذا ما يصدق على مرض
الهستيريا بأنواعها ولاسيما التحولية .
|
أما
بالنسبة للأمراض العقلية فيحتاج الذهاني إلى الإيداع بمستشفى الأمراض النفسية ،
ويكون العلاج متعدد ، إذ قد يمارس العلاج النفسي الطبي ، وكذلك العلاج الاجتماعي
، فهما أنواع العلاج الفعال .
|
من حيث مآل ومصير المرض
|
الأمراض
النفسية بشكل عام يمكن التحسن فيها بإعطاء العلاج المناسب ، ولاسيما الاكتئاب
التفاعلي وفي الهستيريا .
|
أما
في الذهان ، فإذا كانت الحالات مبكرة ، وإذا كان العلاج مناسب ، فإن التحسن ممكن
، ولكن النكسات محتملة ، مثل الذهان الدوري ( هوس – اكتئاب ) .
|
xx |